أعلن رئيس رابطة كرة القدم المحترفة محفوظ قرباج بأن كثرة الحديث عن مسؤولية هيئته فيما جرى بملعب أول نوفمبر بتيزي خلال الجولة الثانية للرابطة المحترفة الأولى أمر غير منطقي تماما، مشيرا إلى أن يرفض تحمّل مسؤولية تصرّفات لا تمت له بأي صلة. تحدث قرباج عند استضافته أمس في “منتدى ديكا نيوز”، بأن الجمهور الرياضي الجزائري لا يفوّت فرصة لاتهام الرابطة بالتقصير كلّما سُجّلت تجاوزات في الملاعب، متسائلا “أين هي مسؤولية الرابطة فيما حدث بملعب أول نوفمبر بتيزي وزو؟”، ليضيف وهو يردّ على أسئلة الصحافيين “أنا لا أعنيكم بكلامي، بل الجمهور الرياضي الذي يتحدّث عن الرابطة بشأن ما حدث في تيزي وزو، والرابطة لا تملك عصا سحرية”، مواصلا القول “هناك حادث سُجّل قبل سنتين بملعب 5 جويلية الأولمبي حين سقط مناصر من أعلى المدرّجات عندما حاول تسلّق العمود، فهل الرابطة كانت مسؤولة عن ذلك؟، أو كانت مطالبة بإخبار المناصر بضرورة عدم تسلّق العمود؟”، مواصلا القول “لقد تأثرنا جميعا بوفاة إيبوسي، ذلك اللاّعب المتخلّق الذي كان يعتبر نفسه جزائريا أكثر منه كامرونيا، لكن الرابطة ليست مسؤولة عن مقتله ولا حتى الاتحادية والرابطة ليست مسؤولة عمّا حدث بملعب أول نوفمبر بتيزي وزو”. وتحدّث قرباج عن اعتماد ملاعب كرة القدم، وحرص على التفرقة بين اعتماد الملاعب من الناحية التقنية وبين اعتماد الهياكل الرياضية، موضحا في هذا الشأن “أنتم تتحدثون عن اعتماد بعض الملاعب التي ربما لا تستجيب للمقاييس من منظوركم، لكن الرابطة تعتمد الملاعب من الناحية التقنية، فهي تعاين غرف تغيير ملابس الحكام والأندية وإن كانت هناك قاعة لإجراء فحوصات الكشف عن المنشطات وغير ذلك، أما اعتماد الهياكل الرياضية، فذلك لا يدخل ضمن صلاحيات الرابطة، بل تشرف عليه اللّجنة الوطنية لمراقبة الهياكل الرياضية، وحين تكون على مستوى الولاية فيرأسها الوالي، وحين تكون لجنة وطنية يشرف عليها وزير الرياضة”، مضيفا “هناك مرسوم سنة 2009 يتحدث عن ذلك وهو واضح”. “يجب تمزيق إجازة لاعب الوفاق الذي تهجّم على الحكم” وقدّم قرباج في معرض حديثه أمثلة عديدة عن أسباب تنامي ظاهرة العنف في الملاعب، وحدّد أيضا مسؤولية اللاّعبين في ذلك، ضاربا مثالا بمقابلتين، واحدة ودية وأخرى رسمية، كأفضل مثال عن مسؤولية اللاّعبين في إثارة غضب الجماهير وإشعال الفتنة في المدرّجات. وقال قرباج “شاهدنا في مباراة البطولة أمس (بين وفاق سطيف واتحاد بلعباس) لاعبا من وفاق سطيف وهو يتهجّم على الحكم، وكاد بتصرّفه أن يلتهم الحكم، هذا تصرّف غير مقبول، ولو كان الأمر بيدي لما اكتفيت بمعاقبته بمقابلتين فحسب، إنما سأمزّق إجازته حتى أمنعه من دخول الميدان مستقبلا”، مضيفا “شاهدت على قناة خاصة مباراة ودية جمعت بين اتحاد الجزائر ونصر حسين داي، وانتهت بشجار بين اللاّعبين، ومن حسن الحظ أنها جرت دون حضور الجمهور، فتصوّروا لو كان الجمهور حاضرا، أكيد تحدث كارثة حقيقية، فمثل هؤلاء اللاّعبين لا مكان لهم في ميادين الكرة، فكيف أن نطلب من المناصر أن يكون مثاليا واللاعب أو المدرّب لا يتصرّف بطريقة مثالية؟”، مضيفا “صدّقوني حين شاهدت ما حدث في سطيف وفي بولوغين قلت في قرارة نفسي: مازلنا بعيدين”. “الكاف” لن تعاقب شبيبة القبائل وحرص رئيس رابطة كرة القدم المحترفة على تصحيح بعض المعلومات المتداولة إعلاميا ووصفها بغير الصحيحة، مشيرا “الجميع يتحدث عن احتمال معاقبة شبيبة القبائل من طرف “الكاف”، وهناك من الصحافيين الجزائريين من سألني عن رأيي في القضية، وهذا غير مقبول تماما”، مضيفا “شبيبة القبائل لن تتعرّض لأي عقوبة من “الكاف” وستشارك في رابطة أبطال إفريقيا، ورسالة رئيس “الكاف” بعد مقتل إيبوسي حملت تعازي ل”الفاف” ولشبيبة القبائل وللأسرة الكروية الجزائرية، ودعا رئيس “الكاف” إلى توقيف الجاني في أقرب وقت، لكن لم يكن هناك أي حديث عن إقصاء شبيبة القبائل، فهو أمر غير مطروح أصلا”. وعاد قرباج ليؤكد بأن “الفاف” اتخذت قرارا عند اجتماع المكتب الفدرالي بالعودة إلى المنافسة، مشيرا “البطولة لن تتوقف، فقد احترمنا إيبوسي كون جثمانه كان متواجدا بالجزائر، كما أن عائلته كانت بالجزائر أيضا، ولم يكن لائقا أن يقرأ الجميع في صحافتنا عن مباريات البطولة وجثمان إيبوسي لم يغادر الجزائر”، مضيفا “بعد نقل جثمانه إلى الكامرون تم اتخاذ قرار باستئناف البطولة، ولم نخسر الكثير من الوقت، ونتمنى عدم تكرار أي حادث مأسوي”، مضيفا أيضا “المنافسة ستُلعب بشكل عادي عدا شبيبة القبائل التي ستلعب خارج ملعبها ودون جمهور بعد غلق ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو إلى غاية استكمال التحقيق”. وقال قرباج أيضا إن الوفاق والمنتخب الوطني تحت طائلة العقوبة في حال إلقاء الألعاب النارية، مشيرا “أمن سطيف تمكّن من حجز كميات كبيرة من الألعاب النارية عند بعض الباعة، ما جنّب دخولها إلى الملعب في مباراة بلعباس”، مضيفا “الجمهور الجزائري لم يتخلّص بعد من مرض “الفيميجان” إلى غاية اليوم. “سنساعد الوفاق ومنافسة كأس اتحاد شمال إفريقيا غير مبرمجة” وبحديثه عن البطولة، أعلن محفوظ قرباج عن برمجة مباراة واحدة على الأقل للبطولة خلال الدورة النهائية لكأس أمم إفريقيا بالمغرب، مشيرا “القانون ينص على عدم تأجيل مباراة أي فريق لا يملك ثلاثة لاعبين في المنتخب على الأقل، لذلك سنبرمج جولة واحدة على الأقل للبطولة خلال فترة إجراء الدورة النهائية لكأس أمم إفريقيا، كما يمكن أن نبرمج قبل ذلك جولتين في الأسبوع للبطولة”. وحيّا قرباج وفاق سطيف بعد تمكنه من بلوغ نصف نهائي رابطة أبطال إفريقيا رغم كل المشاكل، مشيرا إلى أن الرابطة ستساعد الوفاق وتقدّم له كل التسهيلات حتى يضمن تأشيرة النهائي. وقال في هذا الشأن “وفاق سطيف كسب الرهان رغم البرمجة المكتظة، في وقت اشتكى فيه رئيس شباب قسنطينة السابق بأن الرابطة ضغطت ببرمجتها على فريقه”، مضيفا “الجميع يعلم بأن الأندية التي كانت معنية بالمشاركة في المنافسة القارية كانت ملزمة بإمضاء وثيقة بعدم تأجيل أو تقديم أي مباراة، وقد أمضى شباب قسنطينة ووفاق سطيف عليها، بينما فضّل اتحاد الجزائر واتحاد الحراش الانسحاب من المنافسة القارية، وكان على هذا المسؤول أن يواجه جمهور فريقه بالحقيقة”، مضيفا “سنمنح الوفاق الأولوية وسنؤجّل أو نقدّم له المباريات التي يطلبها وسيلعبها في الوقت الذي يناسبه، وهو سيتنقل في إياب نصف النهائي إلى الكونغو في طائرة خاصة، علينا أن نقف بجانب الوفاق الذي حقق إنجازه بلاعبين جزائريين في مجملهم وبمدرّب شاب أيضا، إنه يستحق كل التقدير”. وحرص قرباج على تصحيح خطأ يتعلق بالمنافسات القارية والإقليمية ليقول “الصحافة تتحدث عن منافسة كأس اتحاد شمال إفريقيا، وهي منافسة متوقفة حاليا مثل الاتحاد العربي لعدم وجود التمويل، ويمكن أن تعود لكن الموسم المقبل، فلا يمكن برمجتها بعد انطلاق البطولات، لذلك فإن اتحاد الجزائر وشبيبة القبائل سيلعبان رابطة الأبطال ومولودية الجزائر ووفاق سطيف كأس الكاف. “على الجمهور الجزائري أن يتعلّم من الإثيوبيين” وبعدما ثمّن قرباج فوز المنتخب الجزائري في إثيوبيا، استوقفه تصرّف الجمهور الإثيوبي بعد نهاية المباراة ليقول “لم يرشق الجمهور الإثيوبي أرضية الميدان حتى بقارورة واحدة، وحين خرج لاعبونا تحت مدرّجات الملعب، تم التصفيق لهم، كما أن مباراة الكونغو أمام الكامرون شهدت خسارة الكونغو بملعبهم بمدينة لومومباشي وهو ملعب نادي تي.بي. مازيمبي الذي ليس به سياج يفصل المدرجات عن أرضية الملعب، ورغم ذلك لم يتم تسجيل أي تجاوزات”. وأضاف قرباج يقول وهو مشدوه للفرق بين الجمهور الجزائري والجماهير الإفريقية الأخرى “تصوّروا لو خسرنا مباراة في البليدة، ماذا يمكن أن يحدث؟”، ليواصل القول “على الجمهور الجزائري أن يتعلّم من الإثيوبيين والكونغوليين”. “جميع الأندية في حالة إفلاس ولم نفعل شيئا فالكرة عفيون الشباب” واعترف محفوظ قرباج بأن كل الأندية الجزائرية المحترفة في حالة إفلاس، مشيرا إلى أنه لو يتم تطبيق القانون التجاري “فإن كل الأندية ستندثر، لأن الأندية استنفدت رأس مالها، أنا رجل قانون وأعلم جيدا ما أقوله”، ليضيف “في الجزائر نعيش حالة خاصة، فالكرة هي عفيون الشباب شئنا ذلك أم أبينا، ومن دون كرة القدم لا يوجد أي شيء في مجال تنشيط الشباب، فالحياة تتوقف دون كرة القدم، لذلك لا يمكن أن نفعل شيئا أمام الحالة الخاصة التي نعيشها”. وتحدث رئيس الرابطة عن ضرورة جعل الأندية تتحمّل مسؤولية تسيير الملاعب “على الأقل يوم المباراة، وسنرغم مستقبلا رؤساء الأندية على ذلك في حال إيجاد اتفاق مع البلديات ودواوين المركبات الرياضية، حتى نجعل الفريق مسؤولا”، مضيفا “هناك عدة رؤساء طالبوا بتسيير الملاعب يوم المباراة، لكن قوبلوا برفض البلديات ودواوين المركبات الرياضية، والسبب معروف، فالملاعب مثل الدجاجة التي تبيض ذهبا”، موضحا “كنت رئيس فريق، وكنت أتفاجأ حين تمنحنا البلدية 40 مليون سنتيم فقط كمداخيل مباراة حضرها نحو 12 ألف متفرّج”.وقال قرباج إن الرابطة اتفقت مع صندوق الضمان الاجتماعي على تسقيف رواتب اللاعبين بشأن الاقتطاع، وتم تحديده ب15 مليون سنتيم شهريا، كون رواتب اللاعبين مختلفة جدا، وحين يتوقف أي لاعب عن المنافسة بسبب المرض فإنه سيتقاضى شهريا 15 مليون سنتيم طبعا. وأعلن قرباج بأن ثمة قيمة مالية للتعويض عن الوفاة مقدّرة ب100 مليون سنتيم، في إشارة إلى قضية اللاّعب الكامروني إيبوسي، مضيفا بأن أي فريق يجري مباراة ودية دون ترخيص “فسيتعرّض إلى جانب منافسه إلى غرامة مالية قدرها 20 مليون سنتيم”.