بدأت معالم التشكيلة الأساسية التي سيخوض بها الناخب الوطني، الفرنسي كريستيان غوركوف، نهائيات كأس أمم إفريقيا شهر جانفي القادم، تتضح قبل جولتين عن نهاية التصفيات الخاصة بالمسابقة ذاتها. فمباراة العودة التي خاضها رفقاء الحارس مبولحي أول أمس ضد منتخب مالاوي، في ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، كانت بمثابة فرصة أمام التقني الفرنسي لرسم معالم التشكيلة الأساسية التي سيدافع بها عن حظوظ "الخضر" في العرس الإفريقي القادم. ظهر المنتخب الوطني قويا في جميع صفوفه، وقدّم مردودا راقيا أحسن بكثير من المباريات السابقة، ما يؤكد أن غوركوف قد وجد التركيبة الأساسية التي كان يبحث عنها منذ توليه العارضة الفنية للمنتخب الوطني. وقد لمّح المدرب السابق لنادي لوروين الفرنسي لذلك، من خلال التصريحات التي أدلى بها في الندوة الصحفية التي نشطها عقب نهاية المباراة ضد منتخب مالاوي أول أمس، عندما أكّد أنه سيمنح الفرصة للاعبين الاحتياطيين في الجولتين المتبقيتين ضد أثيوبيا ومالي على التوالي، لكن دون أن يمسّ بالنواة الأساسية للتشكيلة، ما يعني أن التغيير في الجولتين القادمتين لن يمس أكثر من ثلاثة أو أربعة مناصب. فالمدرب غوركوف الذي يريد تطوير خطة (4/4/2) مع المنتخب الوطني حافظ في مباراة العودة ضد منتخب مالاوي على التعداد نفسه الذي عاد بالفوز من ملعب كاموزو ستاديوم ببلانتير المالاوية، ماعدا إعادة المهاجم إسلام سليماني إلى منصبه الأساسي في الهجوم، مكان بلفوضيل الذي ضيّع فرصته في فرض وجوده في التشكيلة الأساسية، من خلال اعتراف المدرب الوطني أن مهاجم بارما الايطالي لم يقدّم العمل الذي كان ينجزه سليماني عندما منحه الفرصة في لقاء السبت الماضي في مالاوي. والتجاوب الكبير الذي أظهره سليماني رفقة رياض محرز، وكذا لاعبي الوسط الهجومي فغولي وبراهيمي خلال المواجهة السابقة ضد مالاوي جعل المدرب غوركوف يحافظ على استقرار التشكيلة، عاملا بمقولة “لا نغيّر الفريق الذي يفوز”، سيما وأن مردود رفقاء براهيمي في الجولة الرابعة كان راقيا وممتعا، قدّم فيه اللاعبون نسوجا كروية جميلة، ما جعل المدرب غوركوف يشيد بذلك، ويؤكد في الندوة الصحفية التي نشطها بعد اللقاء أن هناك تطورا واضحا في مردود الفريق، سيما وأن الثلاثية المسجلة في مرمى مالاوي كانت ثمرة عمل جماعي. حليش وغلام يفرضان وجودهما وجابو ضحية المنافسة لم يعد خط دفاع “الخضر” يشكل قلقا بالنسبة للمدرب الفرنسي غوركوف، بعد العودة القوية التي سجلها مدافع نادي قطر رفيق حليش إلى التشكيلة الأساسية في مواجهتي مالاوي، فارضا بذلك منطقه على حساب زميله سعيد بلكالام الذي كان ضحية المنافسة. ونظرا لضرورة الحفاظ على استقرار الدفاع فصل غوركوف في هوية الظهير الأيسر، حيث أثنى على غلام كثيرا وجدد ثقته فيه، كما أكد مرة أخرى أن المنصب الحقيقي لمصباح في الرواق الأيسر ويحتاجه في الوسط أكثر من الدفاع. يحدث هذا في الوقت الذي يواصل المدافع الأيمن عيسى ماندي بروزه على الجهة اليمنى دون تعرضه لمنافسة شديدة. أما على مستوى الوسط فقد عزز لاعب توتنهام الانجليزي نبيل بن طالب تواجده في التشكيلة الأساسية، وكان من بين أحسن العناصر الجزائرية في لقاء مالاوي، والأكثر من ذلك أنه استطاع الاسترجاع والتخلص من الإصابة التي كان يشكو منها على مستوى الكاحل في ظرف أربعة أيام، كما لعب لحسن دورا كبيرا في الاسترجاع. أما تايدر فقد كان ضحية المنافسة، مثلما هو الحال بالنسبة لعبد المومن جابو، حيث جرّبه المدرب غوركوف رفقة فغولي في الشوط الثاني من لقاء مالاوي، لكن لم يظهر تجاوب كبير بينهما، ما يرغم غوركوف على الاعتماد على واحد منهما مستقبلا، والكفة كما هو معلوم تميل لصالح لاعب فالنسيا الإسباني، رغم أنّ التقني الفرنسي دافع عن جابو في ندوته الصحفية عقب نهاية اللقاء. لكن موعد “كان2015” سيكون شهر جانفي القادم، ما يعني أن مستوى اللاعبين الدوليين قابل للتراجع أو التحسن مع نواديهم، ما قد يجبر المدرب الوطني على مراجعة التشكيلة الأساسية.