اعتبر المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا اليوم الثلاثاء أن إجراءات وقف إطلاق النار في سوريا قد تنجح بسبب التهديد المشترك الذي يمثله ما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) فضلا عن تنامي التعب بين الأطراف المتحاربة من طول النزاع. ونقلت مصادر إعلامية عن دي ميستورا قوله في تصريح صحفي اليوم من مدينة حمص السورية "إن الحديث عن امتلاك خطة سلام في سوريا سيكون طموحا ومضللا" مضيفا "لكنني أمتلك خطة فعل تبدأ من الأرض بايقاف القتال وخفض العنف". وأشار إلى أن "هناك فرصة متاحة لحل الأزمة السورية فضلا عن الإدراك المتزايد بأن محاولات حسم النزاع بالقوة لم تعد ناجحة". وأوضح أن ظهور تنظيم "داعش" يعد عاملا جديدا يمكن أن يؤدي إلى إمكانية النظر إلى هذا النزاع بطريقة مختلفة كما أن الأطراف المتخاصمة التي تنظر إلى تنظيم داعش وجبهة النصرة بوصفهما عدوا مشتركا بدأت تتساءل "هل منح النزاع فرصة لطرف آخر ما للاستفادة منه".
وتستند خطط الأممالمتحدة إلى دعوة كل الأطراف إلى تجميد العنف أوعدم تصعيده عبر هدنات تسمح بحركة إيصال المساعدات الإنسانية. وكانت الأممالمتحدة قد دعت إلى مناطق يتم فيها تجميد ووقف القتال لإتاحة الفرصة لتقديم المساعدات الإنسانية حيث قتل أكثر من 200 ألف شخص في الحرب الأهلية التي تزداد في سوريا بعد أن دخلت عامها الرابع.
وتقاتل الجماعات المتمردة من أمثال تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" القريبة من القاعدة بعضها البعض فضلا عن قتالها ضد القوات الموالية للرئيس بشار الأسد. وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد قال في وقت سابق إن حكومته تنظر في خطة هدنة أممية في حلب تفصل ما بين المناطق التي يسيطر عليها المتمردون وتلك التي تسيطر عليها الحكومة. وأضاف الرئيس أنه يعتبر مبادرة دي ميستورا "جديرة بالدراسة" وسيتم محاولة العمل بها من أجل بلوغ أهدافها التي تتمثل في عودة الأمن إلى مدينة حلب.