رغم طابعها الرياضي، إلا أن المقابلة التي انهزم فيها وفاق سطيف أمام أوكلاند سيتي النيوزيلندي، أمس، بملعب العاصمة المغربية الرباط، لم تخل من الشعارات السياسية، حيث أعطت الجماهير المغربية طابعا سياسيا إلى المقابلة الكروية، التي تدخل في إطار الدور ربع النهائي لمونديال الأندية. واستعملت الجماهير المغربية، التي قارب عددها 7 آلاف متفرج، عبارات سياسية للنيل من الجزائر ورموزها، ولم يتردد هؤلاء في توجيه وابل من الشتائم إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وهم الذين لم يترددوا أيضا في تشجيع ممثل نيوزلندا على حساب الوفاق في هذه المقابلة التاريخية بالنسبة ل«الكحلة”. وقد سعى الأنصار الجزائريون إلى الرد على شتائم المغاربة بالهتافات المعروفة، أبرزها “وان. تو. ثري فيفا لالجيري”، إلا أنهم لم يستطيعوا منافسة المغاربة، بسبب قلة عددهم مقارنة بالآخريين، حيث لم يتعد عددهم 300 مناصر. ولم يكن متوقعا رد فعل معاد لجماهير المملكة المغربية في هذه المقابلة للجزائريين، مثلما لم يكن منتظرا أن تصل الوقاحة درجة المساس برئيس البلاد، في وقت يمنع الميثاق الأولمبي استعمال الرياضة لأغراض سياسية. وقد بدا واضحا أن الأنصار المغاربة أرادوا التعبير عن موقف سياسي تجاه الصحراء الغربية، التي تدعم الجزائر تقرير مصيرها في إطار الأممالمتحدة، تزامنا مع الحملة الدعائية التي يشنها المغرب ضد الجزائر مؤخرا، من خلال محاولته توريطها في القضية الصحراوية، بجعل الجزائر طرفا في النزاع، في وقت ترفض الجزائر الزج بها في هذه المشكلة وتدعو إلى احترام مبدأ تقرير المصير، مثلما تدعو إلى احترام حقوق الإنسان، التي تنتهك في الأراضي الصحراوية التي تحتلها المملكة المغربية بشهادة الحقوقيين.