تونس تنال حصة الأسد من تربصات الأندية الجزائرية لم تمنع سياسة التقشف التي أعلنت تبنيها الحكومة مؤخرا فرق الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم من إقامة تربصاتها الشتوية خارج الوطن، وتحمل التكاليف المالية لذلك، حيث إن ثمانية نواد تتواجد حاليا خارج الوطن، وتوزعت عبر إسبانيا وتركيا وتونس. هذه الأخيرة التي استقطبت خمسة فرق من الثمانية المذكورة، أي ما يعادل ثلث أندية الرابطة المحترفة الأولى قاطبة. يتواجد منذ أيام بالأراضي الإسبانية كل من بطل إفريقيا وفاق سطيف وحامل الفانوس الأحمر في البطولة مولودية الجزائر من أجل التربص وشحن البطاريات تحسبا لمرحلة العودة من البطولة الوطنية، ولعل الضغط الكبير الذي يعاني منه النادي العاصمي مع أنصاره بفعل توالي النتائج السلبية، دفع مسيري هذا الأخير إلى الابتعاد كثيرا عن أجواء التوتر والتحضير خارج الوطن، حتى إن تطلّب ذلك دفع مصاريف إضافية. بطل إفريقيا وصاحب مؤخرة الترتيب يتربصان في إسبانيا مع الإشارة إلى أن تكاليف تربص فريقي الهضاب العليا والعاصمة توجد على عاتق شركة “جوما” الإسبانية للألبسة الممولة للناديين. تونس تستقطب كالعادة خمسة فرق للتربص بهياكلها كما جرت العادة، استقطبت مختلف هياكل تونس الرياضية غالبية النوادي الجزائرية التي تبحث عن أجواء مناسبة للتحضير، وحتى وإن كانت مدة تربصات الشتاء قصيرة مقارنة بنظيرتها الصيفية، إلا أن خمسة فرق فضلت التربص في الجارة الشرقية للجزائر، غير مكترثة بالتبعات السلبية التي مست الاقتصاد الوطني، بفعل انهيار أسعار البترول، وسياسة التقشف المعلنة من الحكومة الجزائرية، حيث تتواجد حاليا نوادي شباب بلوزداد ومولودية وهران واتحاد العاصمة ونصر حسين داي ومولودية بجاية بمختلف مدن تونس للتحضير، ويبدو أن مسيري نوادينا لا زالت لهم قناعة كاملة في كون مصاريف التربص بهذا البلد غير مكلفة، بل إنها أحيانا، حسب تصريحات سابقة لبعض الرؤساء، أقل مما يمكن صرفه لو أجري التربص داخل الوطن. “البابية” تصنع الاستثناء وتتربص بتركيا صنعت مولودية العلمة الاستثناء من بين الفرق المتربصة في الخارج، حيث تعد النادي الجزائري الوحيد المتواجد حاليا بأنطاليا التركية للتحضير لمرحلة العودة، وكباقي الفرق الأخرى لم تجد إدارة “البابية” أي “حرج مالي” للسفر إلى هذا البلد والتربص فيه. باقي الفرق تكتفي بالتربص داخل الوطن فضّلت ثمانية فرق من الرابطة المحترفة الأولى التربص داخل الوطن وعدم تكليف نفسها عناء التنقل إلى الخارج، والأمر المثير للانتباه هو أن هناك فريقين منضويين تحت لواء مؤسسة “سوناطراك” فضّلا البقاء في أرض الوطن رغم الإمكانيات الكبيرة للشركة البترولية، والناديان المعنيان هما شباب قسنطينة الذي سيدخل بداية من نهار الغد في تربص بمدينة البليدة، وذلك بعدما كان مرشحا للتربص هو الآخر بتونس، ولكن إعادة مواجهة الكأس أمام اتحاد بلعباس وما تبعه من تضييق للوقت حتّم على مسيري النادي القسنطيني التربص داخل الوطن. أما النادي الثاني فهو ممثل الصحراء، شبيبة الساورة، المتواجد بمدينة مستغانم للتحضير، في حين أن نادي اتحاد الحراش فيتربص بتيكجدة، وأمل الأربعاء يحضر بمركّب زموري، وشبيبة القبائل يستعد في بومرداس، وجمعية وهران يتربص بمدينة وهران، وجمعية الشلف متواجدة بمدينة تلمسان. سياسة التقشف حديثة العهد والحقيقة ستعرف في التربصات الصيفية رغم مواصلة فرقنا التشبث بإقامة التربصات خارج الوطن، فإنه لا يمكن إطلاق أحكام مطلقة حول مدى عدم اكتراثها بسياسة التقشف التي باشرتها الحكومة، باعتبار أن هذه السياسة حديثة العهد، ولم تبعث إلا قبل أيام معدودة، باعتبار أن انهيار أسعار البترول وقع مؤخرا فقط، والتربصات خارج الوطن برمجت مسبقا ومن الصعب التراجع عنها في وقت ضيق، وبالتالي فإن الأحكام النهائية يمكن إطلاقها في التربصات الصيفية المقبلة والوجهة التي ستتخذها فرقنا، وذلك بناء على ما ستؤول إليه الأوضاع من حيث تواصل انهيار أسعار البترول أو معاودة ارتفاعها.