أرغمت الثلوج التي فاجأت بكثافتها صبيحة أمس سكان المدية على قضاء حاجياتهم أو العودة نحو ديارهم مشيا، بسبب الشلل الذي مس حركة النقل الجماعي على وجه الخصوص، بعد اضطرار السائقين إلى ركن حافلاتهم على هامش الطرقات أو الحظائر الواقعة بمنخفضات عاصمة الولاية، لاستحالة المغامرة بها وبراكبيها نحو أعالي المدينة. واجه مستعملو مختلف الطرقات الحضرية من أصحاب السيارات صعوبات جمة في السير، ما أحدث اختناقا مروريا عبر أهم محاورها وجد أعوان الشرطة صعوبات في تسييرها، فيما أربك الهطول المتواصل والكثيف للثلوج على مدى فاقت مدته الثلاث ساعات معلمي وأساتذة المؤسسات التربوية، حيث دخلت بعض المؤسسات في عطلة استثنائية في الفترة المسائية. أما بأعالي بن شكاو، وعلى طول شطر الطريق الوطني رقم واحد بين البرواڤية جنوبا إلى غاية منحدرات الحمدانية، فقد دخلت كوكبة من كاسحات الثلوج في سباق مع تكاثفها لتسهيل المرور أمام عابري الطريق نحو باقي المدن والولايات المتيجية، ولحسن حظ مستعملي الطريق أن أعوان الطرق والحماية المدنية والدرك كانوا في الموعد، بنصب خيمة النجدة على مستوى حي المساعدة الاجتماعية ببن شكاو وإعداد مادتي الملح والحصى لإذابة الثلوج قبل يوم عن وصولها خاصة بمنحدري بن شكاو والفرنان على المحور نفسه، ما يسّر حركة المرور. كما تسببت كميات الثلوج التي تساقطت ليلة الأربعاء إلى الخميس على بلديات الجهة الشمالية لولاية الأغواط في قطع بعض الطرق الوطنية والبلدية والولائية ببعض النقاط السوداء وعزلت السكان عن التنقل. كما تسببت في وقوع عدة حوادث مرور بسبب انزلاق السيارات والمركبات مخلفة خسائر مادية معتبرة. وفي تيارت عرفت عدة طرق وطنية ولائية شللا شبه كلي بسبب كثافة الثلوج المتساقطة منذ ليلة أمس الأول، وسجل ببلدية مشرع انقطاع التيار الكهربائي، ما أدى إلى توقف نشاط المخابز وغياب المواد الضرورية كالخبز والحليب. وتوقفت الدارسة بعدد كبير من المؤسسات التربوية وأجلت جامعة تيارت امتحانات السداسي الأول المبرمجة، وأعلنت رابطة كرة القدم الولائية والجهوية لسعيدة عن تأجيل المنافسات المبرمجة نهاية الأسبوع.