بعض الغيورين على وطنهم تمنوا أن لا يتأهل فريق كرة القدم للربع النهائي في كأس إفريقيا للأمم، والسبب كما يقولون بسيط، وهو أن لا يجد هذا النظام المتعفن ما يبتز به عواطف شعبه المحبط، فهو خاسر على كل الجبهات، فلماذا يربح في كرة القدم. والحقيقة أن الذين شاهدوا “الماتش”، وأنا لست من بينهم طبعا، قالوا إن الفريق يشبه فريق الحكومة، فكل واحد يلعب لنفسه، ومن أجل الفوز بالغنيمة.. وإذا صح أن غنيمة كل لاعب هي 50 ألف دولار، فإن سياسة التقشف التي يهددنا بها الوزير الأول هي مجرد نكتة سمجة لتحقير الزوالي... لقد قلنا دائما إن الانتصار، أي انتصار وفي كل المجالات، يحتاج إلى روح، إلى مثال أعلى، إلى حماس من أجل هدف سامٍ.. فالحروب لا تكسب بالأسلحة المتطورة وإنما بإرادة الانتصار، وتلك الإرادة وذلك الروح والمثال والحماس، هو بالذات ما ينقص فريق كرة القدم، لأن أغلب لاعبيه لا يرتبطون، مثل أعضاء الحكومة، بعواطف ورغبات هذا الشعب، وليس لهم علاقة بالجزائر، اللهم إلا بخزينتها التي يغرفون منها الغنائم غير المستحقة. إذا قمنا بقراءة ملفات لاعبي فريق كرة القدم الذي مثل الشعب الجزائري في هذه المنافسة غير المهمة، نجد أن أغلبه لا يعرف الجزائر، ولم يترب ضمن عواطف الشعب الجزائري، ولا يعرف أن مشاهدا في مكان ما من هذه الجغرافيا يمكن أن يموت بسكتة قلبية لمجرد خسارة “ماتش” تافه.. فهو لم يأت للعب من أجل الجزائريين بكل عواطفهم المنتظرة لانتصار بسيط يعيد لهم الأمل في بلدهم وحياتهم، وإنما جاء من أجل صك بقيمة 50 ألف دولار، قد يتضاعف المبلغ إذا لعب جيدا، ولا يهمه أن يتضاعف لأن راتبه مضمون ضمن الفريق الأجنبي الذي يرعاه ويلعب من أجل ألوانه، ويحترم مناصريه رغم أنفه.. إنها نفس سياسة أعضاء الحكومة، لا أحد منهم يعمل من أجل مشاغل واهتمامات الشعب الجزائري الذي ينتظر منهم أن يحققوا نتيجة إيجابية ويفرحوه، وإنما يلعب كل واحد منهم كي يفرح جيبه وسيده، ولو فكر أي واحد منهم أن 50 ألف دولار يمكن أن تقدم لنادٍ رياضي في الجزائر ويستثمرها في تكوين جيل جديد من اللاعبين، قد تعطي على المدى المتوسط فريقا جزائريا بأتم معنى الكلمة، يلعب من أجل ألوان وعواطف شعبه، سيكون أفضل كثيرا من استيراد لاعبين لا تربطهم بالجزائر سوى خزينتها الفاسدة. ماذا بقي لهذا النظام أن يتلاعب به على عواطف شعبه: فريق غير منتصر، أم حكومة فاشلة، أم مدرب فرنسي مثلها فاشل، أم شعب ليس له ما يفرج عن همه سوى كرة تافهة، أن تدخل أو تخرج لا تغير من حياته الحزينة شيء. آسف.. علينا أن نستيقظ أيها الجزائريون من أضغاث أحلامنا، ونحدق في فشلنا بعقلنا وليس بعواطفنا. شكرًا لكل من فهم رسالتي.