اتهم القيادي في حزب العمال، رمضان تعزيبت، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، بممارسة “التكفير على شاكلة ما يقوم به تنظيم داعش” إرضاء ل”مراكز المصالح التي تحركه”، وذلك على خلفية تصريحات الأخير التي اعتبرت مشروع حزب العمال مناقضا لقيم المجتمع الجزائري الإسلامية. قال رمضان تعزيبت، في تصريح ل”الخبر”، أمس، إن تصريحات عمار سعداني “تنم عن غياب تام للثقافة السياسية وجهل بالدستور من رجل يدعي ممارسة السياسة”، في معرض رده على هجوم الأمين العام للأفالان الأخير على حزب العمال وقوله إنه “حزب غير دستوري، أمينته العامة تفتقد للديمقراطية، وتحمل مشروعا يتناقض مع مشروع الشعب الجزائري، حيث إنه تروتسكي والدستور الجزائري ينص على أن الشعب الجزائري مسلم”. وأوضح تعزيبت أن “كلام سعداني يدخل في إطار البلطجة، وممارسة الإرهاب السياسي والتكفير على شاكلة ما تقوم به داعش”، مشيرا إلى أن “التكفير هو نداء للقتل، وكان يمكن للعدالة أن تستدعيه نظرا لخطورة ما يترتب عن كلامه”. وضرب النائب عن الحزب مثالا عن الدستور التونسي الذي “يجرم فعل التكفير”. وأضاف تعزيبت أن حزب العمال يعلم جيدا المصالح التي أزعجها في الفترة الأخيرة، مبرزا أن “سعداني يتحرك في هذا الظرف بالذات بعد الهلع الذي أصاب مراكز المصالح من تصدي الأمينة العامة لحزب العمال لهم في ندواتها الصحفية الأخيرة”. وأضاف أن “الشعب الجزائري يعرف من يناضل من أجل مصالح الأمة ومن يناضل من أجل شخص أو زمرة”. وكانت لويزة حنون قد شنت هجوما واسعا على ما اعتبرته مافيا المال التي تريد اختطاف الدولة، وانتقدت بشدة خرجات رئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد إلى الوزارات. وفرق تعزيبت بين سعداني كشخص وبين جبهة التحرير الوطني، التي قال إن “كثيرا من مناضليها اتصلوا بنا متبرئين من تصريحاته”. وتابع يقول ردا على سعداني عما اعتبره هجوما منها على الرئيس بوتفليقة: “لسنا متزلفين أو زبانية. نحن حزب سياسي مستقل وسياستنا معروفة لدى العام والخاص. بوتفليقة عارضنا بعض سياساته ومواقفه وأيدنا أخرى. ولا زلنا نصر على أن يستكمل الإصلاحات السياسية التي وعد بها من باب احترام العهدة”. واستغرب القيادي في حزب العمال كلام عمار سعداني عن عمال مركب الحجار، بعد كل هذه السنوات التي تركوا فيها يواجهون مصيرهم، لولا استرجاع المركب للملكية العمومية التي دافع عنها الحزب باستماتة. وقال: “إذا كان سعداني يعتقد أن حزبنا سيلغي سياساته فهو واهم. نحن نفتخر بأننا طردنا شكيب خليل الذي يدافع عنه من الحكومة. ونحن نفتخر أيضا أننا نجحنا في تغيير سياسات عبد الحميد طمار المدمرة بعد سنة 2009”.