عادت جدة الطفل رياض المحتجز في تركيا من طرف عائلة والده المتوفى منذ أشهر، خائبة إلى الجزائر، بعد أن أجّل القضاء التركي دون مبررات مقنعة، المحاكمة التي أجريت جلستها الأولى الأسبوع الماضي، كما منعت جدته لأمه وكفيلته الشرعية من حقها القانوني في زيارة حفيدها. خاب أمل عائلة رياض في استعادة الطفل، وهو ثمرة زواج مختلط بين جزائرية من البليدة وتركي كان يشتغل في الجزائر، توفيا فعادت كفالته إلى جدته لأمه، حيث كانت العائلة في الجزائر تعوّل على عدالة القضاء لتقر عينها باستعادته إلى حضن جدته التي تولت تربيته، خاصة أن المعلومات التي تحصلت عليها جدته تؤكد أن الحالة الصحية والنفسية لرياض تدهورت، حيث أصيب بفقر الدم. وذكرت الجدة الموجوعة لفراق فلذة كبدها، في تصريح ل”الخبر”، أنها سافرت الأسبوع الماضي إلى تركيا لحضور جلسة محاكمة مغلقة حول قضية حفيدها رياض ذي الثلاث سنوات، دون أن تتمكن من أن تراه وتطفئ قليلا من لوعة الفراق والبعد عنه، وحضرت المحاكمة ممثلة بمحاميين أوكلتهما القنصلية الجزائرية في اسطنبول التي أوفت بعهودها وتكفلت بالقضية، كما أوفدت ممثلة عنها إلى جانب مترجمة للوقوف إلى جانب الجدة زينب، وتكفلت بإقامتها في تركيا. وأبدت محدثتنا تخوفها من أن تأخذ القضية منحى لصالح عائلة الطفل لأبيه، بعد أن أجلت القاضية المحاكمة إلى تاريخ لاحق، بطلب من دفاع عم الطفل، وكانت الحجة عدم جاهزية واستعداد هذا الأخير للمرافعة، كما أن عم الطفل لم يصرح خلال جلسة المحاكمة بأن والد رياض قد توفي، وهو ما اكتشفته هيئة المحاكمة، لكن كل ذلك لم يدفع بسير المحاكمة، ولم تستمع إلى الشهود، كما لم تأخذ ببعض الشواهد المادية، لتنطق في الأخير بالتأجيل. وقالت الجدة زينب إنها تتوقع كل شيء من العائلة التركية، خاصة أن الأخيرة لجأت إلى حيلة غير أخلاقية لأخذ الطفل من حاضنته، حيث تواصلت معها عبر “السكايب” لأشهر، وكانت الاتصالات في ظاهرها بريئة للاستفسار عن رياض، لكن في شهر أكتوبر الماضي ازدادت وتيرة الاتصالات، وأظهرت عائلة زوج ابنتها شوقا لرياض، وأقنعت كل العائلة بأن نتكرم عليهم بزيارتهم في مدينة “إزمير”، لأن جدة رياض لأبيه مريضة وأيامها معدودة. وحتى تقر عين الجدة التركية برؤية حفيدها من ابنها المتوفى، رافقت السيدة زينب رياض إلى تركيا في العاشر من شهر ديسمبر الماضي، بعد أن استوفت الإجراءات القانونية، حيث تحصلت على ترخيص قانوني عن قسم شؤون الأسرة في 1 ديسمبر الماضي لفائدة رياض، يسمح لها بمغادرة التراب الوطني بصحبة رياض لمدة محددة ب21 يوما، اعتبارا من تاريخ 10 ديسمبر الماضي وإلى غاية 8 جانفي الجاري، كما تحصلت الجدة على أمر بتعيينها كفيلا للقيام بشؤون رياض وتولي أموره بنفس سلطة الوصي والولي، على اعتبار أن المحكمة في قسم شؤون الأسرة استخلصت بالإثبات أن جدته تتميز بأخلاق حسنة ومسلمة وعاقلة وقادرة، وليس هذا فقط، بل ساعد مدير الشركة التركية التي عمل بها والد رياض كرئيس ورشة، في ترتيبات السفر وتعهد أمام الجدة بعودة رياض معها. لكن بمجرد الوصول إلى تركيا ظهرت حقيقة نوايا العائلة التركية، حيث تأكدت السيدة زينب أن جدة رياض ليست مريضة، كما أنه لن يعود معها إلى الجزائر، ليعوضها عن فراق ابنها الذي توفي في الجزائر في حادث عمل بورشة في مدينة تيارت السنة الماضية، سنة بعد وفاة زوجته. وأكدت الجدة زينب أنها لن تتخلى عن قضية رياض رائحة ابنتها، خاصة بعد أن افتضحت نوايا أهل والده، حيث إن عمه لا ينفك عن مطالبة مدير الشركة التي كان يعمل فيها والد رياض بالأموال، مناشدة أعلى السلطات في تركيا وعلى رأسها الرئيس أردوغان التدخل لإنقاذ طفل بريء فقد والديه وحضن جدته التي يعتبرها بمثابة أمه.