تعرف قضية الطفل «رياض»، المحتجز من قبل عائلته لوالده التركي في إزمير بتركيا منذ اليوم الثامن من شهر جانفي الجاري، تقدما في أطوارها، بعد أن تكفلت القنصلية العامة في اسطنبول بالملف، وتعهدت بعد تقديم الملف القانوني وطلب الاسترجاع من قبل جدته لوالدته الحاضنة القانونية، بمباشرة الإجراءات في ذلك، وهو الموقف الذي تعهد أيضا به السفير التركي بالجزائر، تقديم المساعدة، حسب ما يقتضيه القانون لإنهاء المسألة، وعودة الأمور إلى مجاريها بين العائلتين الجزائرية والتركية. تكشف جدة الطفل «رياض» زينب ل»الشعب»، أن القضية تعود إلى شهر ديسمبر من العام 2014، حينما سافرت رفقة حفيدها (عمره يقترب من ال 03 سنوات)، إلى تركيا لزيارة عائلة رياض لأبيه هناك، كون جدته لوالده المتوفي على فراش المرض، وتود أن تلقي نظرة عليه قبل وداعها، وتقول بأن الأمر كان مجرد حيلة لأخذ حفيدها وإبقائه بين عائلته لوالده، وتوضح بأن القدر جمع بين ابنتها وشاب تركي يعمل بالجزائر بمنطقة تيارت، ورزقا بعد عدة أشهر بطفل وسيم أسموه «رياض»، لكن القدر شاء أن يأخذ ابنتها ويتوفاها في العام 2013 وهي في عز شبابها. وتواصل بالقول «تكفلت بتربيته وأنا في ال52 من العمر، وكان والده يزورنا ويسعد بلقاء ابنه ويقاسمنا المناسبات ثم يعود إلى عمله، وكان مبدئيا يرفض فكرة الزواج ثانية، وجرت الأيام، ومن مرارة القدر مرة ثانية، يتعرض الوالد إلى حادث عمل في تيارت ويتوفى في شهر سبتمبر 2014، حزنت العائلة لفراق الزوج اللطيف والمؤدب، وبقي «رياض»، في كنفي احتضنته وكأنه طفلي، يناديني «يما» وأناديه ابني قرة عيني رياض، وكان «رياض» ملاكا عوضني وجوده بيننا، فقدان ابنتي وزوجها، ونحن نعيش أيام حزننا، كانت عائلة الوالد الراحل من تركيا تتواصل معنا وتطمئن على حال «رياض»، لكن الاتصالات تطورت وزادت عن حدها عبر الهاتف والانترنيت، إلى أن طالب عم «رياض» بزيارتهم في تركيا، لأن جدته لوالده مريضة، وهي على فراش الموت». تواصل الجدة زينب حكايتها وتقول «صدقتهم وأعددت للسفر، وجهزت حالي، حملت معي الهدايا والتمر والحلوى، وكانت أول سفرية لي نحو عائلة رياض لوالده، ولما وصلت تغير الأمر وكشفت عائلة رياض أنها تريده ولن تسمح له بالعودة معي، في حين أن لدي رخصة عن المحكمة بالبقاء مدة 21 يوما، أي إلى غاية ال08 جانفي فقط، والعودة سوية إلى الجزائري، كوني الحاضنة كفيلته بموجب أمر من المحكمة أيضا، وهو ما حدث». وتضيف بالقول، «ولما كان تاريخ 08 جانفي موعدا لعودتي، توسلت العم وزوجته الأجنبية، بأن يعيدوا إلي «رياض» لكنهم رفضوا وتحجرت قلوبهم وتقطع قلبي أنا، وكان رياض يبكي وأنا أنظر إليه ودموعي على خدي لا تتوقف، ولم استطع فعل أي شيء، وافترقت عنه بالقوة والظلام يخيم، ولم تجد محاولاتي في استعطاف الجميع، وعدت وقصدت القنصلية العامة في اسطنبول، وتعهدوا بفعل ما يلزم وما يقتضيه القانون لاستعادة ابني»، ونفس الكلام تقول الجدة زينب، تعهد لها به السفير التركي في لقاء جمعها به نهاية الأسبوع الماضي، بأنه لن يبخل في تقديم المساعدة بما يستوجبه القانون، لأجل استعادة وإصلاح الوضع بين العائلتين الجزائرية والتركية، وهو ما أعاد إليها الأمل في أن تستعيد صغيرها «رياض» إلى حضنها وتنعم به.