فندت الجزائر ما راج حول “سوء تفاهم” بينها وبين الحكومة السعودية، خلال عملية إجلاء الرعايا الجزائريين من اليمن بداية الأسبوع الجاري. أوضحت وزارة الشؤون الخارجية، أمس، أن “الحديث عن سوء تفاهم بين البلدين إثر عملية إجلاء الرعايا الجزائريين مؤخرا من اليمن أمر عار من الصحة”. كما أفاد الناطق الرسمي للوزارة، عبد العزيز بن علي الشريف، لوكالة الأنباء الجزائرية، قائلا إن العلاقات بين الجزائر والمملكة العربية السعودية “متينة ومتجذرة ومتميزة” وهي في “تطور دائم ومستمر”. وتم تداول معلومات عبر وسائل إعلام مختلفة، عقب عملية إجلاء الرعايا الجزائريين وآخرين من بلدان عربية مختلفة، تفيد بأن العملية تمت بصعوبة بسبب معوقات من قبل الحكومة السعودية، حيث كانت الجزائر أجلت 160 جزائري وطاقم سفارتها بصنعاء وعددا من الرعايا العرب بينهم تونسيون وموريتانيون. وأوضح الناطق باسم الخارجية أن “كل ما في الأمر أن الطائرة الجزائرية كان قد أصابها عطل تم إصلاحه بعين المكان، كما طرأت ظروف مناخية صعبة (عاصفة رملية) حالت دون إقلاع الطائرة باتجاه صنعاء رغم حصولها على كل الترخيصات اللازمة ثلاث مرات متتالية”، معللا بالقول إن “هذه الظروف المناخية هي نفسها التي أدت إلى تأخر عمليات الإجلاء التي قامت بها دول أخرى”. وأفاد بن علي الشريف بأن “التواصل والتنسيق كان دائما ومستمرا بين وزارتي شؤون خارجية البلدين على أعلى مستوى، وأن علاقتنا مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية هي أمتن اليوم مما كانت عليه بالأمس”. وقال إن الحديث عن سوء تفاهم هو “أمر عار من الصحة تماما، لأن عملية إجلاء مواطنينا من اليمن تمت بتنسيق كامل وتفاهم بين الجزائر والسعودية وبقية الدول المعنية”. وقال المتحدث: “بهذه المناسبة، لا يسعنا إلا أن ننوه من جديد بالتعاون الذي لمسناه لدى كل الدول الشقيقة طيلة عملية الإجلاء. كما نثمن عاليا الجهد والتفاني والمهنية التي تحلت بها إطارات مختلف الجهات والمؤسسات الجزائرية التي عملت دون هوادة لإتمام هذه العملية في أحسن الظروف”. لكن ثمة تناقضا بين تصريحات الناطق باسم الخارجية، وبين تصريحات قائد الطائرة التي أجلت الرعايا الجزائريين من اليمن، حينما أكد مراد عمراوي، قائد الرحلة رقم 5600 نحو صنعاء، لجريدة “الوطن”، أمس، أن طاقم الطائرة الذي خاطر بنفسه للقيام بالمهمة، واجه منعا من قبل السعوديين حينما ورده اتصال قبل مسافة خمس دقائق عن جدة، يطلب من طاقم الطائرة العودة من حيث أتوا، رغم حيازة الطائرة على كل تراخيص التحليق، بما في ذلك الترخيص السعودي، ما اضطرهم لتحويل الوجهة إلى القاهرة حيث مكث الطاقم ليلتين، وفي اعتقادهم أن المهمة قد ألغيت، كما تم إبلاغهم به، قبل منحهم الترخيص بعبور الأجواء السعودية، للمرة الثانية، إثر تدخل السلطات الجزائرية، وبناء على ذلك، طار الطاقم نحو صنعاء، وهناك كانت له مع عملية الإجلاء مصاعب أخرى، ورغم ذلك، أكد قائد الطائرة أن التخوف من العراقيل السعودية كان أكثر وطأ من مخاوف المخاطرة بالحياة في اليمن.