أكدت وزارة العدل في حكومة طبرق أن الحكومة الليبية ستسلم ملفا كاملا يتضمن كل التفاصيل المتعلقة بمقتل الصحفيين التونسيين المختطفين في ليبيا، سفيان الشورابي ونذير القطاري. قال الناطق الرسمي باسم وزارة العدل، الليبي أحمد الجمهور، في تصريح صحفي، إن “وزير العدل الليبي سيمد نظيره وزير العدل التونسي بملف كامل عن قضية مقتل الصحفيين التونسيين، كما أن الحكومة الليبية ستعلن قريبا عقب انتهاء التحقيقات عن تفاصيل إضافية حول القضية”. وكشف المسؤول الليبي أنه سيتم، في وقت لاحق، الإفصاح عن توقيت وملابسات وظروف اغتيال الشورابي والقطاري ومكان دفنهما في ليبيا. ونفى أن تكون الحكومة الليبية بصدد أي استغلال سياسي لهذه القضية، وقال “هذه قضية إنسانية ولا يمكن أن نفكر في استغلالها سياسيا بأي شكل من الأشكال”. وكان المسؤول الليبي يرد على اتهامات وجهتها نقابة الصحفيين التونسيين للحكومة الليبية في طبرق، بشأن وجود استغلال سياسي لهذه القضية، والمطالبة بكشف كل الأدلة والإثباتات التي تؤكد مقتل الصحفيين. وعبّر المصدر نفسه عن تفهمه للصدمة التي خلفها الإعلان عن مقتل الصحفيين في تونس. وتعهد المسؤول الليبي “بتسليم ملف يحوي كامل التفاصيل المتعلقة بالتحقيقات مع إرهابيين اعترفوا بقتلهم الصحفيين، وهما ثلاثة مصريين وليبيان اثنان، قدموا اعترافات بقتل الصحفيين منذ فترة ليست بالقصيرة”. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة العدل الليبي إنها تمتد إلى أشهر. وأكد المصدر نفسه أن الحكومة الليبية بصدد استقبال وفد دبلوماسي تونسي يقوده القنصل العام التونسي في ليبيا، لمناقشة قضية المعلومات التي أوردتها وزارة العدل الليبية بشأن مقتل الصحفيين التونسيين سفيان الشورابي ونذير القطاري. ونفى الناطق الرسمي باسم وزارة العدل، الليبي أحمد الجمهور، وجود أي تضارب في التصريحات في ليبيا حول مصير الصحفيين، وقال “إنها مأساة، لكن لا يوجد أي تضارب في المعلومات، لقد أعلنا ما توصلنا إليه من حقائق واعترافات من قبل الإرهابيين”. وكانت نقابة الصحفيين التونسيين قد انتقدت طريقة تعامل وزارة العدل الليبية مع خبر مقتل سفيان الشورابي ونذير القطاري، ووصفته “بمنطق الميليشيات”، واعتبرت أنه تم “توظيف طرفي النزاع في ليبيا لقضية الزميلين المختطفين للابتزاز السياسي من أجل انتزاع الاعتراف الدبلوماسي من الحكومة التونسية”. واختطف سفيان ونذير من قبل مسلحين منذ شهر جوان الماضي (في مدينة أجدابيا غرب بنغازي)، قبل أن يطلق سراحهما، لكن تجدد اختطافهما في شهر جويلية الماضي من قبل مسلحين، ولم يظهر لهما أثر منذ ذلك التاريخ. وفي شهر جوان الماضي، أعلن تنظيم “داعش” قتل الصحفيين، ونشر صورة لهما ومعهما مسلح يقودهما، لكنه لم ينشر ما يدل على مقلتهما، وظل التضارب ورادا بشأن مصيرهما. ودعت نقابة الصحفيين التونسيين إلى “فتح تحقيق في تونس حول إمكانية تستر مسؤولين تونسيين في الحكومتين السابقة والحالية على معطيات تتعلق بمصير الزميلين سفيان الشورابي ونذير القطاري”. وفاز سفيان الشورابي بجائزة “الخبر” الدولية العام 2012، نظير نضاله من أجل حرية الصحافة في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.