أكد رئيس مصلحة أمراض الجلد بمستشفى مصطفى باشا الجامعي بالعاصمة، البروفيسور بن قايد علي إسماعيل، أن الأمراض الجلدية باتت من أكثر الأمراض التي تتأثر بالناحية النفسية للشخص، مشيرا إلى أنه يستقبل يوميا عشرات الحالات المتعلقة بأمراض جلدية، اعتبر القلق الذي يتعرض له يوميا الجزائري السبب الرئيسي فيها. وقال المختص في حديثه ل “الخبر”، إن جلد الإنسان هو مرآة الجسم التي من شأنها أن تعكس التغيرات التي تطرأ على الأعضاء الداخلية للجسم، بما فيها الحالة النفسية للشخص وكذا ما قد يتعرض له الجهاز العصبي، وبالتالي فعلى الطبيب المعاين لمختلف الإصابات الجلدية أن يأخذ بعين الاعتبار الحالة النفسية للمريض وسلوكه. وعن هذه الأمراض الجلدية ذات العلاقة المباشرة بنفسية المصاب، أكد محدثنا أنها كثيرة، منها التي تظهر مباشرة بعد تعرض الشخص لحالة نفسية مثل داء الشرى أو ما يسمى “الأرتيكاريا”، ومنها ما يظهر بعد أسابيع من التعرض لتلك الحالة النفسية مثل الصدفية أو الإكزيما. ومن الأمراض الجلدية ما يؤدي إلى تساقط شعر الرأس، وهو ما وقفنا عليه لدى سيدة التقينا بها بمصلحة أمراض الجلد بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، والتي أكدت أنها تفاجأت بسقوط شعر رأسها، لكن من منطقة واحدة، هي الجزء الخلفي للرأس، لتقصد طبيب الجلد الذي ربط الأمر بمشكلة ما “وبعد عدة جلسات لي مع الطبيب النفسي، تبين أن السبب يرجع إلى إقدام ابني على اجتياز امتحان البكالوريا”، تؤكد محدثتنا. الأمر نفسه لفتاة، أكدت أنها تعاني من داء الأرتيكاريا والذي ينتشر عبر مختلف أنحاء جسدها بمجرّد أن تجد نفسها أمام مشكل ما. وحول هذه الحالات، أكد البروفيسور بن قايد علي أن أصل جلد الإنسان عصبي، حيث يحتوي على أوعية دموية وأعصاب. وفي حال حدوث قلق أو توتر عصبي لدى الشخص، تتقلص أعصاب الجلد وتختنق، مما يتسبب في عدم وصول الدم لخلايا الجلد، وينتج عن ذلك أمراض جلدية مثل سقوط الشعر أو إصابة جلد الرأس بداء العثّة “زوال الشعر من منطقة معينة من الرأس”.