سعداء بتواجدك معنا في هذا الحوار... أنا سعيد أيضا بكم، وتحية بالمناسبة لكل الشعب الجزائري. ضيّع فريقك السد لقب البطولة القطرية، حيث عادت الكلمة الأخيرة لزميلك مجيد بوڤرة الذي توّج بطلا هذا الموسم مع فريقه لخويا؟ أعتقد أننا لم نكن بنفس القوة والتركيز اللذين تميّزنا بهما الموسم الماضي، حين توّجنا باللقب بجدارة واستحقاق، وما علينا إلا أن نلوم أنفسنا نظرا للإمكانات التي يملكها الفريق، سواء من الجانب الفردي وحتى الجماعي، لقد فقدنا التركيز في العديد من المباريات التي لم نوفّق خلالها في الحصول على الفوز.. لكن الآن علينا قلب الصفحة والتفكير فيما هو قادم من تحديات، سواء تعلّق الأمر بكأس سمو الأمير وكأس قطر وحتى في منافسات رابطة الأبطال التي نسعى للذهاب فيها بعيدا. هذا يعني أن فريق لخويا أفضل منكم هذا الموسم؟ لخويا فريق متكامل ومنسجم بفضل لاعبيه المميزّين القادرين على صنع الفارق في أية لحظة من المباراة وأمام أي منافس كان، وأعتقد أن تصدره لجدول ترتيب البطولة ليس أمرا مفاجئا.. هل أنت راض عن مستواك الشخصي الذي قدمته لحد الآن؟ الحمد لله .. أقدم كل ما أملك فوق أرضية الميدان وأحاول دوما الحفاظ على لياقتي بالعمل بجد في التدريبات لأنني لاعب محترف وأصبو دوما لتحسين وتطوير قدراتي الفنية وأيضا البدنية. يبدو أنك وجدت راحتك في منصب متوسط ميدان يساري وهو ما سمح لك بتسجيل أهداف عدة هذا الموسم؟ بدأت مشواري مع فريق السد كظهير أيسر، إلا أنني كنت دوما أتقدم نحو الأمام لمساندة زملائي في الهجوم، مثلما كنت أفعله مع الأندية الأوروبية التي لعبت لها وحتى في مشواري مع المنتخب، تواجدي في منتصف الملعب يجعلني متحررا أكثر وجاهزا للمشاركة في جميع الكرات، سواء تعلّق الأمر في بناء اللعب أو حتى المرتدات السريعة التي كثيرا ما صنعنا بها الفارق، كما أن تواجد عبد الكريم حسن بقوته البدنية خلفي جعلني في مأمن وسعيد بتسجيلي ستة أهداف في البطولة لحد الآن وأخرى في رابطة أبطال آسيا في انتظار المزيد إن شاء الله. ألم تعد تهمك العودة إلى أوروبا.. وهل وصلتك عروض؟ اتصلت بي العديد من الأندية الأوروبية نهاية الموسم الماضي وطلبت مني تدعيم صفوفها بحكم أنني كنت في نهاية عقدي مع نادي السد على غرار نوتينغهام فوريست وأيضا أولمبيك مرسيليا، لكنني اخترت البقاء في نادي السد الذي أصبحت أعتبر نفسي أحد أبنائه بحكم تواجدي معه منذ قرابة أربع سنوات، بدليل أنني جدّدت عقدي لموسمين آخرين وأنا جد سعيد بذلك ولا أفكر أبدا فيما سأقوم به بعد نهاية هذا العقد، أنا مرتاح في قطر وعائلتي كذلك وليست هناك أية أسباب تجعلني أفكّر في مغادرة هذا البلد. لكن ذهابك إلى أوروبا ربما ساعدك على كسب ثقة وتعاطف المدرب الوطني حاليلوزيتش؟ أعتقد أن مستوى اللاعب ليس له علاقة كبيرة ولا هو مقترن باسم البطولة التي يلعب فيها، فقد يكون محترفا في أوروبا، إلا أن أداءه متدهور ومتذبذب والعكس صحيح، كما قلت لك أنا لاعب محترف وأسعى دوما لتطوير مستواي وقدراتي وسأواصل فعل ذلك إلى غاية نهاية مشواري، ألعب في فريق كبير اسمه السد والعمل الذي نقوم به ليس مختلفا كثيرا عما كنا نقوم به في أوروبا.. الآن القرار الأول والأخير يعود للمدرب حاليلوزيتش الذي أكد أنه سيعتمد على اللاعبين الأكثر جاهزية. بصراحة ألا تعتقد أنك تسرّعت في اتخاذ قرار الاعتزال دوليا.. وهل أنت نادم على ذلك؟ لا أريد الحديث عن الندم لأنني شخص لا يندم أبدا على الأشياء التي يقوم بها في هذه الحياة، كانت لدي بعض المشاكل في تلك الفترة وصراحة لا أود العودة إلى ذلك الموضوع، لقد اشتقت كثيرا للمنتخب وأجواء الملاعب في الجزائر، لذا فأنا جاهز للعودة وتقديم كل ما عندي من أجل وطني وأيضا لكي أبرهن لمن أرادوا دفني أنني مازلت قادرا على العطاء وربما أكثر من أي وقت مضى. قلت “أرادوا دفني”.. فمن تقصد بالضبط؟ الكثير من الناس وبالأخص بعض وسائل الإعلام الجزائرية التي وصفتني بالكهل وغير القادر على العطاء بمجرد أن وطئت قدماي الأراضي القطرية.. لكل منا الحق في التفكير بالطريقة التي يشاء، لكن طبعا دون المساس بكرامة وشخصية الطرف الآخر. لكن حاليلوزيتش صرّح بأنه لن يعيد أحدا من اللاعبين المعتزلين؟ قلت لك أن لكل واحد منا وجهة نظره ورؤيته الخاصة.. وأنا شخص أحترم ذلك كثيرا، صحيح أنني أتمنى العودة إلى صفوف الخضر والمشاركة مجددا في المونديال، وإن لم يتحقق ذلك فأنا أحترم قرار المدرب الذي قام بعمل كبير واكتشف العديد من اللاعبين الشباب الممتازين.. من جهتي أقوم بمهامي اللازمة مع فريقي السد وأترك باب العودة للمنتخب دوما مفتوحا وطبعا القرار الأخير بيد حاليلوزيتش. ألا تخشى أن تجد نفسك غريبا وسط الجيل الحالي من اللاعبين الشباب الذين لم يسبق لك لقاءهم من قبل؟ أكيد أن الاندماج مع مجموعة لا أعرف غالبية اللاعبين فيها أمر صعب نوعا ما، لكن أعتقد أن العناصر الحالية للمنتخب ستكون سعيدة بعودتي خاصة أن الجميع يعرف عني أنني لاعب منضبط وبعيد كل البعد عن المشاكل، حيث كنت دوما أقوم بعملي وأتوجه بعدها مباشرة إلى غرفتي، قد يبدو الأمر غريبا نوعا ما لأن هؤلاء العناصر هم من قاموا بالعمل الصعب وهو التأهل. ومن جهتي أتفهم رغبة كل واحد منهم في المشاركة في المونديال، لذا فلا أود المساس بمشاعر أي أحد، لكن لو يستدعيني حاليلوزيتش فسأكون حتما سعيدا جدا أيضا بلعب المونديال ثانية. هل تحدثت مع حاليلوزيتش وأيضا روراوة بخصوص موضوع احتمال إعادتك من عدمها؟ آخر مرة تحدثت فيها مع المدرب حاليلوزيتش كانت عند اتخاذي قرار الاعتزال دوليا، حيث قمت بشرح الأسباب له وقد تفهّم ذلك جيدا، أما الرئيس روراوة فقد التقينا مرتين، آخرهما عقب المباراة النهائية لكأس سمو الأمير الموسم الماضي، إلا أننالم نتطرق للموضوع إطلاقا. هل هدفك الحقيقي هو العودة للمنتخب أم المشاركة في المونديال فقط؟ أكيد أن هدفي الأول هو العودة للمنتخب وحتى لو لم تتسن لي المشاركة معه في المونديال، إلا أنني سأكون دوما مستعدا للدفاع عن الألوان الوطنية خلال تصفيات الكان التي تنطلق شهر سبتمبر المقبل. هل من شيء لم تحققه في مشوارك لحد الآن أو تتمنى حدوثه يوما ما؟ أعتقد أنني حققت كل طموحاتي المتعلقة بمسيرتي الكروية وبالأخص منها المرتبطة بمشواري الدولي مع المنتخب الذي عشت رفقته أصعب الفترات لما أقصينا من تصفيات كأس إفريقيا للأمم، حيث كنا نلعب مبارياتنا الودية على ملاعب أحياء بسيطة بضواحي باريس ووصل بي الأمر إلى دفع تذكرة سفري من فرنسا إلى الجزائر بغرض الالتحاق بمعسكر الخضر وأيضا أجمل الذكريات عندما عدنا من السودان بتأشيرة التأهل إلى كأس العالم، حيث كانت الفرحة كبيرة جدا لدرجة لا يمكن وصفها لبعض أصدقائي وأريد أن أضيف شيئا بالخصوص. ما هو ؟ قد يكون شعوري خاطئا، لكن أعتقد أن التأهل للمونديال هذه المرة كان أمرا عاديا جدا بالنسبة للشعب الجزائري فالجماهير الكبيرة التي حضرت إلى ملعب البليدة في مباراة بوركينافاسو كانت متفرجة أكثر منها مشجعة عكس تماما ما عشناه في السودان، وفي الأخير هو مجرد إحساس ولا يمكن لوم الجمهور وحتى اللاعبين نظرا للضغط الكبير الذي كان عليهم يومها. أعتقد أن الفرق بين منتخبنا السابق والمنتخب الحالي هو أننا كنا نلتقي في المعسكرات كأفراد العائلة الواحدة تحت إشراف المدرب رابح سعدان الذي كنا نحترمه ونعتبره أباً لنا، أما الآن ومن خلال ما أشاهده على شاشة التلفاز أشعر وكأن الجميع يأتون كموظفين في هذا المنتخب.. ما تعليقك على مشاكل روراوة وحاليلوزيتش المتعلقة بتجديد هذا الأخير لعقده مع الفاف عقب المونديال؟ بصراحة لم أتابع جيدا تفاصيل الصراع بين رئيس الاتحادية محمد روراوة والمدرب حاليلوزيتش، كما أن بعدي عن الجزائر يجعلني متحفظ جدا في الحكم على ما يحصل بين الرجلين، لكن الأكيد أن هذا النوع من المشاكل لا يخدم إطلاقا الكرة الجزائرية وخاصة المنتخب المقبل على حدث عالمي كبير يتطلب من اللاعبين الكثير من التركيز والجاهزية الفنية وأيضا البدنية لمواجهة أقوى المنتخبات على الإطلاق. وماذا تقول فيما يخص الحرب الباردة بين سعدان وحاليلوزيتش الذي وصف منتخب 2010 وأيضا مدربه بالمتواضعين والبعيد عن تطلعات الشعب الجزائري؟ أعتقد أن الفرق بين منتخبنا السابق والمنتخب الحالي هو أننا كنا نلتقي في المعسكرات كأفراد العائلة الواحدة تحت إشراف المدرب رابح سعدان الذي كنا نحترمه ونعتبره أباً لنا، أما الآن ومن خلال ما أشاهده على شاشة التلفاز أشعر وكأن الجميع يأتون كموظفين في هذا المنتخب.. أما بالحديث عن النتائج فأعتقد أن المدرب سعدان وبالرغم من الانتقادات الكثيرة التي وجهت له بخصوص طريقة عمله، إلا أن هذا الرجل تمكّن من قيادتنا في نصف نهائي كأس أمم إفريقيا ثم إلى المونديال بعد تقريبا ربع قرن من الغياب والأرقام تعبّر عن نفسها.. عموما أنا لا أستطيع التعليق على هذا الصراع لأنني أحترم هذين الرجلين وأنصحهما بتجاوز هذه الجزئيات، لأن الحياة لا تتوقف على أي إنجاز كان. بعيدا عن الجيل السابق.. ما رأيك في التعداد الحالي للخضر وما رأيك في الوافد الجديد بن طالب؟ النتائج التي حققها هذا المنتخب تؤكد أن له هوية وأيضا على أنه استحق التأهل لكأس العالم بجدارة واستحقاق بفضل مجموعة من اللاعبين الشباب تمكنوا من التغلب على الضغط لتفجير مواهبهم فوق أرضية الملعب.. أما بخصوص اللاعب الجديد بن طالب، فقد اكتشفته مثل كل الناس من خلال مباريات فريقه توتنهام وأيضا التقرير التلفزي الذي قامت به قناة “كنال +” فهو صاحب قدرات فنية وبدنية كبيرة بإمكانه مساعدة الخضر خلال السنوات المقبلة شريطة أن يحافظ على نفس المستوى أو أكثر. كمدافع أيسر هل تعتقد أن غلام اتخذ القرار السليم بالتحاقه بالكالتشيو الإيطالي؟ طريقة لعب غلام تشبه طريقة لعبي كثيرا فهو ظهير أيسر يحب كثيرا الانطلاق في الرواق للمساهمة في العمل الهجومي، وأعتقد أنه أحسن الاختيار باللعب في نادي نابولي الذي يضم لاعبين ممتازين، مما سيجعله يطور قدراته أكثر وأتمنى له من كل قلبي مشوارا موفقا في الكالتشيو الإيطالي المعروف بالإندفاع البدني القوي. ولو خيّروك بين مصباح أو غلام في التشكيل الأساسي للمنتخب من ستختار ولماذا؟ سؤال صعب جدا ولا يمكنني الإجابة عليه لأن لكل منهما إمكاناته وقدراته، فمصباح لاعب يدافع بطريقة جيدة ويتميز بثقافة كروية عالية من الجانب التكتيكي كونه تكوّن على الطريقة الإيطالية، أما غلام فكما قلت فهو لاعب شاب صاعد يساعد كثيرا في العمل الهجومي خاصة عند المرتدات، سواء بتوزيعاته وتسديداته القوية، لكن صراحة لم أشاهدهما كثيرا بألوان المنتخب، لذا فمن الصعب الحكم عليهما وسأكتفي بالقول مصباح الخبرة وغلام الاكتشاف . هل تعتقد أن قرعة كأس العالم أنصفت الجزائر مقارنة بالمونديال السابق؟ أعتقد أن المجموعة التي وقع فيها المنتخب الوطني الجزائري متوازنة وحظوظ الخضر فيها للتأهل إلى الدور الثاني كبيرة، قد يكون المنتخب البلجيكي أول المرشحين للعبور إلى الدور الثاني، إلا أن تقارب مستوى المنتخبات الثلاثة الأخرى يجعل كل شيء وارد، فقوة المنتخب الروسي تكمن في مدربه الكبير كابيلو، أما المنتخب الكوري فهو يعتمد على السرعة في التحرك بالكرة، لذا فعلى لاعبينا الحذر والتركيز الجيد لتفادي المفاجآت غير السارة مثلما حدث لنا في مونديال 2010، لكن عموما القرعة أنصفتنا كثيرا كوننا تجنّبنا أكبر المنتخبات العالمية التي هدفها التتويج باللقب العالمي.