أعلنت هيئة سياحة وأسفار الجزائر عن الشروع في عملية تلقيح مناصري الفريق الوطني المتوجهين إلى البرازيل، بعد اتخاذ وزارة الصحة تدابير بخصوص إلزامية خضوعهم للتلقيح ضد وباء “الحُمى الصفراء” قبل الإقلاع من مطار هواري بومدين ب10 أيام، تبعا للمذكرة الصادرة عن الوزارة تحت رقم 16 بتاريخ 30 أفريل المنصرم، باعتبار أن بلاد السامبا معقل هذا الوباء القاتل. وأعلنت هيئة سياحة وأسفار الجزائر، المكلفة بنقل المناصرين إلى البرازيل، بأنه يتعين على عُشّاق “الخضر” التقرب من مراكز التلقيح القريبة من مقر إقاماتهم. وبخصوص الإجراءات اللازمة قبل التلقيح، قال المكلف بالاستقبال في معهد باستور الجزائر، إنه يتعين على المتقدم لإجراء التلقيح أن يكون مرفقا ببطاقة التعريف الوطنية، بالإضافة إلى 900 دينار جزائري. وتتم عملية التلقيح، حسب الطبيبة المكلفة بالتطعيم ضد الأوبئة في معهد باستور، بالمراكز التابعة للمعهد وكذلك المؤسسة الاستشفائية القطّار، دون نظيراتها الخاصة، بحيث يتم منح دفتر صحي لمتلقي اللقاح، يظهره في المطار أثناء السفرية كوثيقة إجبارية. وأصبحت المخاوف تتجدد مع كل موعد رياضي خارج البلد، بالأخص في المناطق الاستوائية والصحراوية، حيث يُعشش الوباء نظرا للظروف البيئية السيئة، من احتمال تعرض المناصرين والطاقم الرياضي لعدوى الأوبئة القاتلة، منذ سيناريو بوركينافاسو، لمّا رجع بعض مناصري “الخضر” مصابين بالملاريا، وما خلّف من هلع وسط الجزائريين بعد السماح لبعض المناصرين بالسفر دون دفتر صحي يثبت تلقيحهم ضد الأوبئة المعدية. وأشارت هيئة الصحة الإسلامية على موقعها الالكتروني، إلى أن هذا الفيروس يتنقل عبر حشرة تُدعى “البعوض المصري”، إذ تظهر الأعراض بعد 7 أيام من اللدغ في شكل صداع وقشعريرة وألم أسفل الظهر وفشل كلوي وكبدي، وتتبعها مرحلة خطيرة جدا يبدأ خلالها المصاب بالهذيان والذهول وانخفاض في ضغط الدم وحرارة الجسم ومستوى السكر في الدم. سيناريو بوركينافاسو قد يتكرر عاد رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، مصطفى خياطي، إلى سبب تفشي وباء الملاريا بين المناصرين أثناء رجوعهم من بوركينافاسو، حيث قال إنهم لم يتناولوا الدواء الخاص بمقاومة انتقال عدوى الملاريا قبل مغادرتهم الجزائر، وكان من المفروض على سلطات المطار التأكد من شراء هذه الأقراص المهمة التي يصل سعرها إلى 1500 دينار جزائري. وأشار محدثنا إلى أن كان يتوجب كذلك على سلطات المطار إخضاع المناصرين للرقابة الطبية، خاصة أولئك الذين يشتبه في تعرضهم للإصابة بوباء الملاريا. وحول وباء الحمى الصفراء، قال الأخصائي إنه يتواجد أكثر في الأدغال، وهو فيروس معدي ومتنقل بسرعة، ويتم تجنبه عن طريق التلقيح قبل 10 أيام من التوجه إلى هذه المناطق، عكس فيروس الملاريا الذي تفادى الإصابة به بأخذ أقراص خاصة. ويعد مرض الحمى الصفراء في أمريكا اللاتينية، وبالأخص في البرازيل، حسب منظمة الصحة العالمية، العدو الأول للحصة العمومية. وتتسبب الحمى الصفراء في وفاة 30 ألف شخص سنويا من بين 200 ألف حالة عدوى، إذ توصي منظمة الصحة العالمية بأن أحسن طريقة لتفادي انتقال العدوى، هي التلقيح قبل السفر ب30 يوما على الأكثر، في ظل غياب علاج فعّال له. المكلفة بالإعلام في معهد باستور “التطعيم متوفر في كل مراكز التلقيح العمومية” قالت المديرة التجارية والمكلفة بالإعلام بمعهد باستور، سماي زوليخة، في اتصال مع “الخبر”، إنهم أخذوا كل احتياطاتهم تحسبا لعملية تلقيح مناصري المنتخب الوطني باعتبارها إجبارية، بحيث يتم منحهم وثيقة تثبت إجراءهم التطعيم لإظهارها في المطار. وأضافت المتحدثة أن كميات اللقاح تم توزيعها على كل المراكز الاستشفائية عبر كامل التراب الوطني، لتطعيم كل المناصرين، وهذا بالتنسيق مع مديرية الوقاية بوزارة الصحة. وبخصوص سعر التلقيحات، أوضحت المكلفة بالإعلام أنها مجانية بالنسبة لمراكز التلقيح العمومية، في حين أن سعرها في المراكز التابعة لمعهد باستور يصل إلى 900 دينار جزائري، باعتباره مؤسسة ذات طابع صناعي وتجاري، فيما يُستثنى الخواص من إجراء التطعيم لمرافقي “الخضر”.