طالب وزير التربية السابق، علي بن محمد، باعتذار وزيرة التربية، نورية بن غبريط، رسميا إثر إلغاء محاضرته حول اللغة العربية، حيث حملها مسؤولية ما وقع، منتقدا التبريرات التي قدمتها والتي وصفها بغير الواقعية. وأصدر بن محمد، مساء أمس، بيانا قال فيه إنه كان عليها عدم الاكتفاء بمحاولة “سلّ نفسها من الورطة كما تسل الشعرة من العجين”، بل كان من واجبها أن تبدي شديد التأسف لما وقع، وتقدّم اعتذاراتها، باسمها، وباسم القطاع كله، إلى الجمعية المنظّمة، وإلى ضيوف الجمعية، وإلى المُحاضر، وإلى كل من شعر بالإهانة من أهل التعليم والفكر والثقافة. وأضاف نفس المصدر أن البيان الصادر عن الوزيرة غير مقنع ولا يخلو من الضبابية والغموض، لاسيما عند القول “إن قرار تأجيل المحاضرة تمّ باتفاق على المستوى المحلي”، مؤكدا أن المعلومات الموجودة بحوزته استقاها من مصادر عليمة وهي تؤكد فيما لا يدع مجالا للشك أنه ليس في الجزائر قاطبة مدير تربية واحد، يستطيع أن يجرؤ على القيام بتصرف يشبه الذي وقع في معسكر، دون أن يكون قد تلقى أمرا صريحا بفعل ذلك”. وأوضح بن محمد أن “صمت وزارة التربية إزاء خبر منع المحاضرة التي كان إلقاؤها مبرمجا في مدينة معسكر، دام أسبوعا كاملا من يوم الأربعاء 14 ماي الجاري، وهو تاريخ تبليغ المنع، إلى يوم الأربعاء 21 منه، وهو تاريخ نشر ببيان الوزيرة في الصحف، وهو ما اعتبره سكوتا دالا على الحيرة، والبحث المُضني عن سبب مقنعٍ، يُعلن للرأي العام الجزائري، لتفسير ذاك التصرف الخاطئ، الذي لا شيء يبرره”. وبحسبه، فإن بيان وزارة التربية الوطنية مليء بالغموض والضبابية، وقال فيه إن الوزيرة حاولت من خلاله أن تتنصل من مسؤولية يعرف القاصي والداني أنه ما من أحد يتحملها غيرها. وقال صاحب البيان أن بن غبريط قامت بتعويم المسؤولية في بحر من العموميات المطلقة لا يدل إلا على صعوبة الاعتراف بالحقيقة، واللجوء إلى أعذار واهية، لا واقع لها في الميدان، مستغربا قول الوزيرة “إن إلغاء المحاضرة تقرر باتفاق على المستوى المحلي”، وقال في هذا الشأن: “ليت السيدة الوزيرة أخبرتنا بين من ومن كان هذا الاتفاق؟ وماذا تعني ب “المستوى المحلي”؟ فإذا كانت تعني مستوى الولاية، فإن الشهادة المكتوبة التي وافاني بها رئيس “جمعية قدماء تلاميذ ثانوية معسكر” وهي وحدها الطرف المخوّل للمساهمة في أي اتفاق “يتقرر” بشأن المحاضرة إن هذه الشهادة تنفي، بكل تأكيد، وقوع أي اتفاق أو تشاور حول” التأجيل” الذي فهم الجميع، منذ اللحظة الأولى، أنه إلغاء صريح، بُلّغ قبل يومين عن موعد المحاضرة، وبعد أن تم ضبط كل الإجراءات التنظيمية، وإرسال الدعوات إلى كل الضيوف، وفيهم عدد من الشخصيات الوطنية القادمة من أنحاء كثيرة من البلاد. وأكد بن محمد أن المحاضرة التي كان سيلقيها في ولاية معسكر لا دخل لها في تحسين تطبيق الإصلاح، وفي المحرك البيداغوجي، وتعليم وتعلم اللغة العربية، لأن محاضرته كانت ذات طابع تاريخي بحت، تبحث في موضوع تعليم اللغة العربية بعد الاحتلال الفرنسي، ولكن في إطار الخطوات الاستعمارية التي بدأت مع بداية الاحتلال لإقامة منظومة تربوية في وطننا تخدم، بصفة حصرية، أهداف الاستعمار الاستيطاني إلى غاية 1962.