السلطة ظهرت في الحوار الذي أطلقته حول مسودّة الدستور بمظهر “الشحات” الذي يشحت من الأحزاب والجمعيات تأييدا ومساندة لمسعاها.ǃ مرة بالاستعطاف وأخرى بالتحايل السياسي.ǃ التلفزة الوطنية لم تكن هذه المرة يتيمة في تقديم الصورة البائسة لهذا الحوار على حقيقتها، فلو اجتهدت كل المعارضة في تقديم صورة بائسة عن هذا الحوار لما وفّقت كما وفّقت التلفزة في تعديمه في خطواته الأولى وإليكم الآتي: أولا: التلفزة قدمت الحوار حول الدستور بأنه يجري بين سلطة فاقدة للشرعية والمصداقية وبين الموظفين في الرئاسة الذين عيّنهم الرئيس في مجالس الانتفاع التقاعدي وفقط، لهذا كانت الحكمة أن يبدأ الحوار بالهيئات والرجال الذين يشتغلون في الرئاسة.. على طريقة “دورفي حوايج بيتي”ǃ ثانيا: صورة رئيس المجلس الإسلامي الأعلى التي قدمها التلفاز الجزائري كانت بالفعل تعكس حالة السلطة وحالة الرئاسة، وحال الإسلام دين الدولة، فقد ظهر الرجل في صورة أسوأ من الصورة التي ظهر بها الرئيس وهو يستقبل سلال وقايد صالح في فال دوغراس.ǃ هذه هي الصورة التي يراد إعطاؤها عن الإسلام الذي تتحاور معه السلطة، وهو لا يختلف عن إسلام الشيخ زبدة الفيسي الذي استدعته السلطة للحوار معه.ǃ ثالثا: صورة أخرى بائسة قدمتها التلفزة وتتعلق بالحوار مع رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع هو أيضا للرئاسة.ǃ وعبقرية الإعلام الرئاسي والإعلام التلفزي لم تجد ما تقدمه للرأي العام بخصوص مقترحات هذا الموظف في رئاسة الجمهورية مع الرئاسة سوى المطالبة بأن يرقى المجلس الاقتصادي والاجتماعي ويدستر.ǃ لأن وجود برلمان الحفافات ومجلس أمة الجهاز الوطني للشيتة والتصفيف لا يكفي ولابد من دسترة مؤسسة ثالثة هي المجلس الاقتصادي والاجتماعي في سياق توسيع الاستفادة من تعاونيات المجالس إلى مستفيدين جدد؟ǃ ويأتي هذا في سياق الحديث من المعارضة عن “الطمع” في دعم السلطة التشريعية والقضائية في الدستور الحديث.ǃ حتى ولو جاء هذا المقترح من قسنطيني الموظف بالرئاسة برتبة إنسان. رابعا: نكبة النكبات أن أول حزب (سياسي) تحاورت السلطة مع رئيسه، طرح على أويحيى مسألة دسترة استيراد اللحوم الجيفة من البرازيل والهند. ونسي أن يطالب أيضا بدسترة استيراد بطاطا الخنازير من كندا.ǃ وثاني حزب سياسي يمثل الشباب استقبله أويحيى هو حزب الأرانب الشباب في الرئاسيات الماضية.. الغريب في هذا الحزب أنه كان سنة 2004 ضد النظام وتظاهر في ساحة الشهداء وتحوّل اليوم إلى متعاون مع السلطة لتعديل الدستور.. لأنه أخذ سنة 2004 من ساحة الشهداء إلى مديرية أمن الولاية مشيا على الأقدام وضربا بالهراوات من طرف الشرطةǃ ولاشك أنه اقترح على أويحيى دسترة استيراد الهراوات التي تستخدمها الشرطة ضد السياسيين بما يجعلها أكثر إنسانية؟ǃ لاشك في أن الشكل والصورة التي تجري بها الرئاسة هذه المشاورات لا تختلف عن الشكل والصورة التي أصبحت عليها مؤسسة الرئاسة بعد الرئاسيات الأخيرة، والسؤال المطروح هل أويحيى على وعي بما يفعل أم لا؟ǃ