الإمام حافظ المذهب المالكي التلمساني الأصل والمنشأ، نزيل فاس صاحب المعيار وغيره، حبر تلمسانوفاس، حجّة المغاربة على الأقاليم، أبو العباس أحمد بن يحيى بن محمّد بن عبد الواحد بن عليّ الونشريسي (ت:914ه)، التلمساني الأصل والمنشأ، الفاسي الدار والمدفن، ولد حوالي سنة 834ه بقرية من قرى ونشريس. الكتاب: يعتبر كتاب “عُدّة البُروق في جمع ما في المذهب من الجموع والفروق” من المؤلّفات الّتي اهتمّت ببيان الإشكالات والمُناقضات الواقعة في أمَّهات كتب المالكية، وقد أشار المؤلف رحمه الله إلى ذلك بقوله: “.. يُستعان به على حلّ كثير من المُناقضات الواقعة في المدونة وغيرها من أمهات الرّوايات”، وممّا يمكن استفادته من هذا أيضًا، أنَّ صاحبه لم يُؤلّفه إجابة عن سؤال سائل، أو تلبية لطلب طالب، أو عالم، أو سلطان أو ما شابه ذلك، وإنّما كان منه نتيجة لمَا جمعه وقيّده والله أعلم على مدونات المتقدّمين من فوائد وطرر، ثمّ رتّب ذلك وهَذَّبه ونسجه في مقدمة ومجموعة من المسائل فروقًا، مرتّبة على كتب الفقه المعروفة. واعتمد رحمه الله في تقييده على مجموعة من المصادر المشهورة والمعروفة عند أهل التخصّص؛ كالمدونة الكبرى من رواية سحنون، والجامع لابن يونس، والبيان والتّحصيل لابن رشد، والفروق للإمام القرافي، وشرح مختصر ابن الحاجب لابن عبد السّلام، ومختصر ابن عرفة. وممّا يزيد من قيمة هذا الكتاب وأهميته؛ استفادة العلماء الّذين جاؤوا من بعدُ؛ كأبي عبد الله السّجلماسي (ت:1057ه)، الّذي صرّح أنّه قد نقل منه في كتابه: “شرح اليواقيت الثّمينة فيما انتمى لعالم المدينة”، وأبي عبد الله محمّد بن أحمد الفاسي الشّهير بميّارة (ت:1072ه) في كتابه: “الإتقان والإحكام في شرح تحفة الحكّام”.