بات كريستيان غوركوف المدرب السابق لنادي لوريون الفرنسي مطالبا بالحفاظ على النسق التصاعدي للنخبة الوطنية، في تحد لن يكون دون شك سهلا عليه، خاصة وأن الفاف، حسب مصادر مسؤولة، اشترطت عليه بلوغ المقابلة النهائية لكأس أمم إفريقيا القادمة (2015) والتتويج بكأس أمم إفريقيا القادمة في دورة (2017). ويعلم غوركوف دون شك صعوبة التحديات والرهانات التي تنتظره بداية من شهر سبتمبر القادم، موعد بداية تصفيات كأس أمم إفريقيا التي ستقام في المغرب عام 2015، عندما يلاقي زملاء فيغولي المنتخب الإثيوبي في أديسا بابا. فالناخب الوطني السابق وحيد حاليلوزيتش غادر “الخضر” من الباب الواسع، بما أنه قادهم إلى تسجيل أحسن مشاركاته في نهائيات كأس العالم، بالتأهل إلى الدور الثاني في مونديال البرازيل لأول مرة في تاريخه، مع تحقيقه طوال ثلاث سنوات لأرقام قياسية فيما يخص عدد الانتصارات في أدغال إفريقيا وعدد الأهداف المسجلة، ليبقى الإقصاء من الدور الأول في “كان” جنوب إفريقيا 2013 بمثابة النقطة السوداء الوحيدة في مشوار المدرب البوسني مع “الخضر”. وبقدر ما يدرك غوركوف الأرقام التي حققها سلفه مع “الخضر”، فإنه يدرك أيضا حجم الضغوطات التي تنتظره في منصبه الجديد، خاصة وأنه يكون قد علم بتمسك قطاع واسع من الجمهور الجزائري بخدمات حاليلوزيتش، وبرغبة رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة في استمرار هذا الأخير في منصبه، وهي كلها عوامل ستزيد من إثقال كاهل المدرب الفرنسي الذي سيخوض بالمناسبة مع “الخضر” أول تجربة له مع منتخب وطني. وقامت “الخبر” باستطلاع آراء الفنيين حول تعيين كريستيان غوركوف مدربا للمنتخب الجزائري، ومدى إمكانية نجاحه في مهمته من عدمها، وهل يعد حقا رجل المرحلة القادمة ل”الخضر”، فكانت الآراء مختلفة بين متفائل بقدرة التقني الفرنسي على تحمل مسؤولية “الخضر”، ومشكك في الأمر، من منطلق عدم خبرة هذا الأخير مع المنتخبات الوطنية. عز الدين آيت جودي “بإمكان الناخب الوطني الجديد النجاح كما بإمكانه الفشل” أكد مدرب نصر حسين داي، عز الدين آيت جودي في تصريح ل”الخبر” بشأن إمكانية نجاح مهمة المدرب الفرنسي كريستيان غوركوف مع المنتخب الوطني خلفا لوحيد حاليلوزيتش، بأن كرة القدم ليست علوما دقيقة، “فأي مدرب في العالم يستطيع النجاح في مهمته، كما يمكنه أن يفشل، وأنا أتمنى له النجاح في مهمته الجديدة”. وأضاف المدرب السابق لشبيبة القبائل والمغرب الفاسي بأن وحيد حاليلوزيتش سارت معه النتائج، “ولكن علاقاته مع “الفاف” ووسائل الإعلام الوطنية والمحيط لم تكن على ما يرام، ولم نشهد له فيها أي بصمة إيجابية”، في إشارة منه إلى الخلافات الحادة التي نشبت بين المدرب البوسني وبقية الأطراف التي تحدث عنها في تصريحاته.وبخصوص الأهداف التي سطرتها الاتحادية الجزائرية مع غوركوف مستقبلا، والحديث عن ضرورة الوصول إلى نهائي “كان” 2015 والتتويج ب«كان” 2017، فقد أشار عز الدين آيت جودي بأن أهداف الفاف واقعية، وفي مقدور كريستيان غوركوف تحقيق الأهداف المرجوة مع الجيل الحالي للمنتخب الوطني. رشيد شرادي “النتائج ستحكم على غوركوف” اكتفى الناخب الوطني الأسبق رشيد شرادي في تصريح مقتضب ل”الخبر” قال فيه بأنه شخصيا لا يملك معلومات وافية عن المدرب الجديد ل”الخضر” كريستيان غوركوف، وبالتالي فإنه لا يمكن الحكم عليه سواء بالإيجاب أو السلب، مؤكدا بأن الميدان والنتائج التي سيحققها هما المعياران الوحيدان اللذان سيظهران قيمة هذا المدرب. لخضر بلومي غوركوف مدرب خبير ونحن ندعمه” “فضل اللاعب الدولي السابق لخضر بلومي قبل الحديث عن تعيين كريستيان غوركوف على رأس “الخضر” التطرق إلى الناخب الوطني السابق وحيد حاليلوزيتش، وأوضح بأن هذا الأخير سجل مع المنتخب الوطني قفزة نوعية، من خلال التأهل إلى الدور الثاني في مونديال البرازيل لأول مرة، باعتماده مجموعة جيدة من اللاعبين. ودافع نجم منتخب الثمانينات عن المدرب كريستيان غوركوف قائلا “لا يمكننا القول بأن غوركوف عديم الخبرة، فقد درب في المستوى العالي في بطولة فرنسا، كما أنه أجرى تكوينه في أرقى المدارس الفرنسية، وهو يعرف مهامه جيدا، ونحن كتقنيين جزائريين علينا تدعيمه، فبإمكانه النجاح، خصوصا مع توفره على مجموعة جاهزة من اللاعبين”. وعن الأهداف التي سطرتها الفاف مع الناخب الوطني الجديد بخصوص “كان” 2015، فقد أشار بلومي إلى أن هذا الأخير بإمكانه تحقيق الأهداف المطلوبة، والوصول على الأقل إلى المربع الذهبي من المنافسة المذكورة، حتى وإن كان الأمر جد صعب، بالنظر لضيق الوقت الذي سيعاني منه حسبه غوركوف، باعتبار أن كأس إفريقيا ستجرى بعد ستة أشهر فقط من الآن بالجارة المغرب. وقد نصح لخضر بلومي الناخب الوطني الجديد بضرورة إجراء بعض التغييرات على التركيبة البشرية للتشكيلة الأساسية ل”الخضر”، وخاصة على مستوى محور الدفاع والظهيرين، داعيا إلى وجوب الاهتمام باللاعبين المحليين الذين لهم كذلك مكانتهم مع المنتخب الوطني، ضاربا مثالا بلاعب اتحاد العاصمة فرحات. مصطفى هدان “المدرب الجديد بعيد عن مستوى المنتخب الوطني” يرى المدرب مصطفى هدان في تصريح ل«الخبر” بأن الميدان هو الكفيل بمعرفة قيمة الناخب الوطني الجديد كريستيان غوركوف، وأوضح في سياق آخر بأن هذا الأخير ليس هو المدرب الذي سبق وأن تحدثت عنه الفاف من خلال الاستعانة بمدرب عالمي، على شاكلة الإيطاليين ليبي وتراباتوني. وقال مصطفى هدان بأنه وبكل صراحة “فالمدرب غوركوف ليس بقيمة الحجم الذي بلغه المنتخب الوطني في الأشهر الأخيرة، وحسب رأيي فبلوغ منتخبنا العالمية يتطلب مدربا عالميا، مع احترامي لغوركوف الذي يعد مدربا محترفا”. وواصل هدان حديثه وقال بأن ما سمعه سابقا كان يدور حول جلب المدرب كريستيان غوركوف إلى الجزائر ليكون من أجل الإشراف على الفئات الصغرى للمنتخب الوطني، باعتباره مدربا مكونا، “وقد أثبت ذلك في نادي لوريون الذي يطبق كرة نظيفة، ولكن ليس لمسك زمام أمور المنتخب الوطني الأول”. وبخصوص الهدف الذي سطرته الاتحادية الجزائرية مع كريستيان غوركوف بالوصول إلى اللقاء النهائي من دورة كأس أمم إفريقيا في عام 2015 بالمغرب، ومدى قدرة هذا الأخير على تحقيق هذا الهدف، فقد أشار المتحدث بأن الهدف يجب أن يكون الفوز بالكأس وليس الاكتفاء بتنشيط اللقاء النهائي، مبررا ذلك بارتفاع مستوى المنتخب الوطني في الآونة الأخيرة. الهادي خزار “مهمة غوركوف سهلة لأنه يحوز على منتخب جاهز” صرح المدرب الهادي خزار بأنه لا يعرف جيدا مستوى الناخب الوطني الجديد كريستيان غوركوف، وكل ما يعرفه عنه هو أن له خبرة مع بعض النوادي الفرنسية دون أن يسبق له قيادة أي منتخب وطني. وشدد الهادي خزار بأنه رغم ما سبق ذكره، فإن مهمة غوركوف مع “الخضر” لن تكون سهلة مقارنه بسلفه وحيد حاليلوزيتش، باعتبار أن هذا الأخير تمكن من تكوين منتخب جديد، بعد الاستغناء عن كوادر منتخب رابح سعدان سابقا، على غرار بلحاج وزياني وعنتر يحيى ومطمور، وتمكن من النجاح في مهمته وحقق نتائج إيجابية، أهمها التأهل إلى الدور الثاني من مونديال البرازيل، تاركا لمسته على المنتخب. وتعود سهولة مهمة غوركوف مع منتخبنا حسب الهادي خزار إلى توفر الأخير على مجموعة جاهزة قام بإعدادها الناخب الوطني السابق، باستثناء الالتفات إلى مشكلة محور الدفاع التي يجب على التقني الفرنسي إيجاد الحلول لها، والبحث عن مدافعين مناسبين. وأكد المتحدث أن وحيد حاليلوزيتش رفع العارضة عاليا، وعلى غوركوف المحافظة على المكاسب المحققة، ولن يتسنى له ذلك سوى بتحقيق مشوار جد مشرف في كأس إفريقيا القادمة في المغرب عام 2015، ما يتوافق مع الأهداف المسطرة من قبل الاتحادية التي تراهن على الوصول إلى نهائي دورة “الكان” القادمة، “وبرأيي فمحمد روراوة محق في الأهداف التي اشترطها على كريستيان غوركوف، باعتبار أن منتخبنا أصبح جاهزا، وكل الإمكانيات المادية متوفرة له”. بشهادة الذين احتكوا به عن قرب غوركوف شخص هادئ ولا يتكلم إلا في كرة القدم يبلغ المدرب الجديد للمنتخب الوطني كريستيان غوركوف من العمر 59 سنة وهو ينحدر من منطقة بروتانيا بفرنسا، وقد بدأ مهنة التدريب في عمر 27 سنة، وكان له شرف قيادة العديد من الأندية الفرنسية آخرها نادي لوريون، علاوة على أندية سويسرية وكندية. وحسب بعض اللاعبين والمدربين الذين احتكوا بغوركوف على غرار اللاعب رفيق صايفي والمدرب الفرنسي غي رو، فإن هذا الأخير شخص هادئ يميل إلى الانطواء، وهو لا يتكلم كثيرا، ولكنه إذا تكلم فحديثه لا يدور إلا في كرة القدم، كما أنه يحسن التواصل مع اللاعبين ويعرف كيفية تحفيزهم. وتقول ذات الشهادات أن غوركوف يتميز بقدرة فائقة في اكتشاف المواهب وتطويرها، لدرجة جعل من لوريون مثل نادي نانت الفرنسي في سنوات ماضية، وهو مدرب كفء يعرف كيف يبعث مشوار اللاعب ويحسن توظيفه ويدفعه لتقديم أفضل ما لديه، ويبقى حسب ذات الشهادات المستوى والعطاء هو معياره الأول في اختيار اللاعبين الأساسيين، فلا يعترف بالأسماء ولا يتردد في الدفع باللاعبين الشبان، ويضع ثقته فيهم ويحملهم المسؤولية. ويقول المدرب الفرنسي غي رو إن غوركوف يعشق اللعب الجماعي، ويحب اللعب بالقدمين ومن لمسة واحدة، وهو مغرم أكثر بكرة القدم المقدمة في أمريكا اللاتينية. ويذكر أن كريستيان غوركوف بدأ مشواره في عالم كرة القدم كلاعب في منصب وسط ميدان هجومي، حيث لعب في أندية ملعب رامس، غانغون، روان، لومون، ولوريون، قبل أن يضع حدا لمشواره كلاعب في وقت مبكر، حيث فضل في عام 1991 الالتحاق بعالم التدريب وسنه لم يتجاوز 27 سنة. وتجدر الإشارة إلى أن كل ما قيل في المدرب غوركوف من أشياء إيجابية، يبقى خاصا بعمله على مستوى النوادي التي عمل فيها وفقط، ولكن العمل على مستوى المنتخبات يبقى شيئا آخر، خصوصا وأن قيادة “الخضر” يعد أول تجربة له في مساره المهني كمدرب، وبالتالي فالوقت وحده هو الذي سيكون كفيلا بكشف معدن هذا المدرب.