أضاف المتحدث في تصريح للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، الليلة قبل الماضية، أن “حكومته تندد بهذا التصرف الذي انتهجته الجزائر، وتعتبره عملا عدائيا”، متناسيا دولا عربية وأوروبية وفي أمريكا اللاتينية بادرت بدعم سكان غزةماليا ودبلوماسيا، خلافا للموقف الأمريكي الذي ترجمته مساعدات في شكل ذخيرة وأسلحة دمار شامل لفائدة جيش الاحتلال الإسرائيلي، ناهيك عن القرار الفرنسي المانع لمجرد التظاهر للتعبير عن تعاطف ذوي الضمير الإنساني مع الضحايا من الأطفال والعجزة والنساء. وما يثير الاستغراب هو الصمت الذي تحلى به الوزير الإسرائيلي وإعلام الدولة العبرية إزاء مساعدات تقدمت بها السعودية والمغرب، حيث ذكر بلاغ للديوان الملكي المغربي أن الملك محمد السادس أمر، يوم الخميس، بمنح مساعدة إنسانية عاجلة بقيمة 5 ملايين دولار للسكان الفلسطينيين بقطاع غزة، أي يوما بعد صدور قرار الجزائر بتخصيص غلاف مالي بقيمة 25 مليون دولار للغزاويين. وقررت الحكومة الألمانية تقديم مساعدات إنسانية لقطاع غزة الفلسطيني بقيمة 8,5 مليون أورو. وأوضحت الخارجية الألمانية أن ألمانيا ستقدم مساعدات بقيمة 8,5 مليون أورو من أجل سد الاحتياجات الإنسانية لسكان غزة، لافتة أن ألمانيا أرسلت سابقا مساعدات إنسانية إلى المنطقة بقيمة 500 ألف أورو. وذكرت في بيان أن حجم المساعدات زاد عقب التطورات الأخيرة التي يشهدها القطاع، مضيفة “ستقدم هذه المساعدات لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إضافة إلى منظمات أهلية عاملة في مجالي الصحة والمعونات الغذائية”. ونقل البيان تصريحات لوزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، قال فيها “إن تصاعد العنف في غزة يجلب معه مجددا مزيدا من المحن، ويسهم في هروب عدد كبير من السكان، وفي كثير من الأحيان أكثر المتضررين، هم الذين يعيشون في ظروف صعبة، وعلينا في هذه المحنة الحالية أن لا ننسى هؤلاء الناس”، معربا عن قلقه إزاء تصاعد الاشتباكات، داعيا جميع الأطراف بشكل عاجل إلى وقف إطلاق النار، وطالب ببدء محادثات من أجل وقف إطلاق نار دائم في إطار المبادرة المصرية. وعربيا، فقد سلمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، الخميس الماضي، لجمعية “الهلال الأحمر الفلسطيني” خمسة آلاف طرد صحي، لتوزيعها على النازحين في مراكز الإيواء التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”. وفي نفس السياق، تعهدت المملكة العربية السعودية، منتصف الشهر الماضي، بإرسال مساعدات إنسانية لقطاع غزة تقدر ب 200 مليون ريال سعودي (حوالي 53,3 مليون دولار). مساع دبلوماسية جزائرية ويبدو أن إسرائيل لم تتقبل الموقف الجزائري الداعم لفلسطين، خصوصا أن وزير الخارجية رمطان لعمامرة، الذي قال بشكل مباشر إن إسرائيل “ترتكب المجازر وتمارس إرهاب الدولة، والقدس كاملة هي عاصمة لفلسطين التي ستتحرر، وسيرفرف علمها إيذانا بعودة الحرية والكرامة لأهلها”. وصاحب الدعم الجزائري لقطاع غزة اتصالات هاتفية تم الإعلان عنها رسميا لأول مرة منذ مرض الرئيس في أفريل 2013، أجراها بوتفليقة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وقالت الرئاسة في بيان لها إن الاتصالات تضمنت دعوة جزائرية لتحرك عربي مشترك يبدأ بفتح مصر لمعبر رفح أمام مرور المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة، وإقناع قطر بممارسة تأثيرها على حركات المقاومة الفلسطينية من أجل قبول دعوات التهدئة والهدنة وفتح المجال أمام الأطراف الدولية لوقف العدوان. وقد أوضح بيان صادر عن رئاسة الجمهورية أن المحادثات سمحت للقادة الثلاثة بالتعبير عن بالغ انشغالهم، وانشغال شعوبهم وحكوماتهم إزاء العدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين المدنيين في غزة. وأضاف أن “الرئيس بوتفليقة تطرق أيضا مع محادثيه إلى إمكانيات القيام بعمل عربي مشترك مكثف من أجل حمل المجموعة الدولية على التحرك من أجل وقف عاجل للعدوان الإسرائيلي على غزة، وكذلك التضامن مع فلسطينيي القطاع”.