أعرب خبراء أمميون في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان عن انزعاجهم لسقوط عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين والخسائر المادية الضخمة جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة الأسبوع الماضي. وتحدثت الأممالمتحدة عن استشهاد 164 فلسطينيا نصفهم من المدنيين وجرح 900 آخرين غالبيتهم العظمى من الأطفال والنساء. وأعربت هذه المجموعة عن أسفها الشديد للدمار الهائل الذي خلفه هذا العدوان والذي لحق بالمدارس والبيوت وهياكل قاعدية أخرى مما سيزيد من معاناة أزيد من مليون ونصف مليون فلسطيني يعانون أصلا من حصار إسرائيلي مشدد حرمهم من أدنى متطلبات الحياة. من جانبه، قال روبرت تونر، مدير عمليات مكتب إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابع للأمم المتحدة “أونروا”، “إن سكان غزة دفعوا ثمنا غاليا للنزاع ونحن نعمل من أجل توفير المساعدة العاجلة للأشخاص النازحين والجرحى”. وحيا المسؤول الأممي المساهمة التي قدمتها السويد بمنح 2,3 مليون دولار “للأونروا” ردا على طلبها من أجل توفير مساعدة إنسانية عاجلة بقيمة 14 مليون دولار لتغطية الحاجيات الإنسانية العاجلة للفلسطينيين في قطاع غزة، كما منح صندوق التنمية الدولية التابع لمنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبيك” مساعدة بقيمة 500 ألف دولار. وستستخدم هذه الأموال في توفير الغذاء والمأوى وحاجات ذات أولوية للعائلات التي اضطرت إلى مغادرة منازلها التي دكت تحت قنابل طائرات “إف-16” الإسرائيلية. غير أن هذه المساعدات المالية تبقى بعيدة عن حجم الخسائر الاقتصادية التي خلفها هذا العدوان المتجدد على قطاع غزة والتي قدرتها الغرفة التجارية في قطاع غزة، أمس، بحوالي 40 مليون دولار. وقال ماهر الطباع، الناطق الإعلامي باسم الغرفة، إن الحرب الإسرائيلية أدت إلى شلل كامل في كافة مجالات الحياة على مدار ثمانية أيام من العدوان الشرس وأدت إلى توقف شامل في الحركة الاقتصادية في قطاع غزة. وحذر المسؤول الفلسطيني من أن “الحرب ستعمق الأزمة الاقتصادية والمالية للقطاع وستساهم في زيادة معدلات البطالة المرتفعة والتي بلغت في الربع الثاني من 2012 حسب تقديرات مركز الإحصاء الفلسطيني 28 بالمائة”.