واصل الاحتلال الاسرائيلي يوم الاثنين عدوانه الدامي على قطاع غزة مخلفا عشرات الضحايا من المدنيين يوميا رغم الدعوات الدولية المتعالية لوضع حد له على الفور. فقد ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الاسرائيلي على قطاع الذي دخل يومه ال14 إلى 509 قتلى وأكثر من 3 آلاف جريح حتى الآن ناهيك عن الخسائر المادية الجسيمة التي ألحقت بالمؤسسات والبنايات والبنى التحتية في القطاع. وحسب الناطق باسم قطاع الصحة في غزة أشرف القدرة فإن الاطقم الطبية قد تمكنت من انتشال 28 جثة منذ مجر اليوم في الوقت الذي تتواصل فيه الهجمات الصهيونية على المدنيين الأبرياء حيث أغارت طائرات /اف 16/ على منزل في شارع السفارة المصرية بمدينة غزة كما أغارت طائرة استطلاع على محل تجاري غرب مدينة خان يونس بينما قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية أيضا أرضا زراعية قرب المستشفى التركي جنوب القطاع. ونتيجة لهذا العدوان أحصى مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في الأراضى الفلسطينية المحتلة "أوتشا" نزوح مائة ألف فلسطيني داخليا في قطاع غزة بينهم 84 ألف شخص يعيشون في 61 مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا)". وجاء في تقرير أممي أن "أعدادا أخرى من النازحين داخليا - غير معروفة - لجأت إلى 12 مدرسة حكومية بينما سعى عدد أخر من النازحين إلى مجمع مستشفي (الشفا) وهي المنشأة الطبية الرئيسية مما يضيف العبء علي الأطباء والممرضين فضلا عن 13 ألف نازح الذين دمرت منازلهم ويعيشون مع أقاربهم أو جيرانهم". - مجلس الأمن يدعو إلى الوقف الفوري للعدوان الغاشم على غزة - ومع تمادي الاحتلال الاسرائيلي في عدوانه على القطاع جدد مجلس الامن الدولي دعواته إلى وقف الأعمال العدائية في غزة "على الفور" معربا عن قلقه إزاء تصاعد أعداد الضحايا في صفوف المدنيين. وقال رئيس مجلس الأمن السفير يوجين وريتشارد غاسانا اليوم "أن أعضاء المجلس توصلوا الى اتفاق حول الموقف الحالي في غزة " بينما أوضح رئيس المجلس ومندوب بوروندي الدائم لدى الأممالمتحدة والذي تتولي بلاده رئاسة أعمال المجلس لشهر يوليو الجاري أن المجلس عقد اجتماعا طارئا حول الموقف الخطير في غزة وأعرب خلاله ممثلو الدول الأعضاء عن القلق إزاء تصاعد الموقف في غزة ودعوا إلى ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي بما في ذلك حماية المدنيين. وأضاف أن أعضاء المجلس طالبوا ب"الوقف الفوري للأعمال العدائية والعودة لاتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل إليه في نوفمبر 2012". وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد دعا أمس الأحد مجلس الأمن إلى عقد جلسة طارئة لبحث العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني. وقال في خطاب متلفز وجهه إلى الشعب الفلسطيني في ظل استمرار التصعيد بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في قطاع غزة "إن فشل مجلس الأمن في اتخاذ قرار يوقف العدوان والمجازر بحق شعبنا لا يعفيه من مسؤولياته وفق القانون الدولي لذلك فإنني أدعو لجلسة طارئة أخرى وعاجلة هذه الليلة لمجلس الأمن". وشدد عباس على أن "الوضع لا يحتمل وعلى اللجنة الرباعية الدولية والمجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في هذه اللحظة الخطيرة ونطالب بحماية فورية دولية لشعبنا الفلسطيني". وفي هذا الصدد دعت الجزائر أمس على لسان وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى التحرك السريع لوقف العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة مؤكدة ضرورة استئناف المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق سلام شامل ينهي الإحتلال الإسرائيلي للاراضي الفلسطينية. وناشد السيد لعمامرة الأمين العام الاممي التحرك السريع وفق المنظومة الأممية لاتخاذ التدابير اللازمة من أجل الوقف الفوري لهذا العدوان السافر و إنقاذ أبناء الشعب الفلسطيني من المجازر التي ترتكب يوميا في حقه و التي تعد انتهاكا صارخا للمواثيق الدولية و القانون الإنساني الدولي. وفي اطار المساعي الدولية المتواصلة لوضع حد للمجزرة الاسرائيلية يتوجه وزير الخارجية الامريكي جون كيري اليوم إلى القاهرة للاجتماع مع مسؤولين مصريين ومسؤولين آخرين لبحث تطورات الاوضاع في غزة. - تحذيرات أممية من ازمة انسانية حادة جراء نفاذ مخزون المساعدات بالقطاع- ونظرا لتزايد عدد الضحايا والنازحين جراء العدوان الاسرائيلي على غزة حذرت الأممالمتحدة من نفاد مخزونها من المعونات الإنسانية. وحسب المنظمة فإن الاستنفاذ السريع للمخزون الغذائي بجانب الغارات والقيود المفروضة على دخول المناطق العمرانية تشكل تحديا متزايدا لجهود الوكالات الانسانية لتوفير الغذاء والمياه والبطاطين والأدوات الصحية للنازحين. وأشار تقرير أممي إلى أنه لم يتم إحراز تقدم في إصلاح خطوط تغذية الكهرباء التي دمرت في الأيام الأخيرة بسبب كثافة الغارات والهجمات بينما تم إصلاح عدد محدود من خطوط المياه والصرف الصحي ومازال 80 في المائة من سكان غزة يحصلون على الكهرباء لمدة 24 ساعة فقط يوميا بينما يعاني 2ر1 مليون فلسطيني من قطع خدمات المياه والصرف الصحي. ولفت التقرير إلى الاحتياج العاجل إلى 71 نوع من الأدوية الضرورية و20 من المستهلكات خاصة أدوية المهدئات والاكتئاب مضيفا أن 18 منشأة صحية دمرت منذ 7 يوليو من بينها 3 مستشفيات و 12 عيادة و 3 مراكز رعاية تحتاج إلى إصلاح. ويذكر أن برنامج الغذاء العالمي بالتعاون مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) يوفران مساعدات غذائية طارئة للنازحين داخليا في مدارس الوكالة.