طال القصف الجوي والبري عدة مناطق سكنية في المدينتين، ففي وقت سابق من فجر أمس، قصفت الطائرات الحربية منزلين سكنيين غربي مدينة رفح؛ ما أسفر عن استشهاد 9 فلسطينيين من عائلة واحدة و4 آخرين من عائلة أخرى وإصابة 60 آخرين بجراح (متوسطة وخطيرة). وقال أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية، في تصريح ل”الخبر” في غزة، إنّ 50 فلسطينيا استشهدوا منذ فجر أمس، جراء القصف المدفعي والجوي الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، فيما أصيب 100 آخرون. وبين القدرة أن إجمالي عدد الشهداء بلغ منذ بدء العدوان 1666 شهيد وعدد الجرحى بلغ 8900 جرحى، لافتاً إلى صعوبة وصول الطواقم الطبية والدفاع المدني إلى العديد من المناطق التي استهدفها الاحتلال في رفح، ما حال دون انتشال عدد آخر من الشهداء الذين ما زالوا تحت الأنقاض. وأوضح القدرة ل”الخبر”، “أن 160 فلسطيني استشهدوا وأصيب 500 آخرون بجراح متفاوتة جراء سلسلة غارات جوية ومدفعية إسرائيلية استهدفت منازل وأراضي فلسطينية في قطاع غزة أول أمس الجمعة، لتكون حصيلة ضحايا أمس هي الأعلى منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة قبل 25 يوما. وشهدت المناطق الشرقية في محافظة رفح “منطقة الشوكة والتنور وخربة العدس والنصر” قصفاً جوياً وبرياً مكثفاً خلال عودة سكان تلك المناطق لتفقد منازلهم التي أخلوها منذ أكثر من أسبوعين بسبب القصف الجوي والبري الذي استهدفها، حيث لم يمض على تواجدهم هناك سوى ساعتين حتى تم استهدافهم بوابل من قذائف المدفعية وصواريخ الطائرات الحربية. وفي سياق آخر، أشارت إذاعة قوات جيش الاحتلال إلى وجود اشتباكات واسعة في مختلف المناطق الحدودية مع قطاع غزة، خاصة في مناطق رفح، وخان يونس، وبيت لاهيا، وبيت حانون، والشجاعية، ومناطق أخرى وارتفع عدد الجنود المصابين في قطاع غزة خلال ال24 ساعة الماضية إلى 49 جنديا، وذلك بعد إصابة 27 خلال اليومين الأخيرين. وذكر إعلام الاحتلال أنه تم نقل 27 جندي لمستشفى “سوروكا” ببئر السبع لتلقي العلاج منهم 12 بحالة الخطر، في حين تم نقل 20 جنديا آخرين لمستشفى “برزيلاي” في عسقلان منهم اثنان بحالة الخطر. ويرتفع بذلك عدد مصابي قوات الاحتلال في القطاع منذ بدء العملية البرية قبل حوالي أسبوعين إلى أكثر من 600 جندي في حين قتل 63 جندي آخرين حسب المصادر الإسرائيلية. وفي موضوع ذي صلة قال المحلل العسكري في القناة العبرية العاشرة “أور هيلر” إنه من الممكن مقتل الضابط والخاطفين في هجوم جوي وذلك في أعقاب تلقي الجيش للتعليمات بتفعيل نظام “حنبعل” الذي يقضي بمنع عملية الخطف حتى بثمن قتل المخطوف مع الخاطفين، كما فعل الجيش مع 3 حالات مشابهة خلال الحرب الحالية. وكانت كتائب القسام أصدرت بياناً توضيحيًا أمس قالت فيه إنها فقدت الاتصال بمجموعة المجاهدين التي تواجدت في كمين، “ونرجّح بأنّ جميع أفراد هذه المجموعة قد استشهدوا في القصف الصهيوني بمن فيهم الجندي الذي يتحدث العدو عن اختفائه، على افتراض أنّ هذه المجموعة من مقاتلينا قد أسرت هذا الجندي أثناء الاشتباك، وأضافت: “إننا في كتائب القسام لا علم لنا حتى اللحظة بموضوع الجندي المفقود ولا بمكان وجوده أو ظروف اختفائه”. وقال سامي أبو زهري، الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في تصريح لمراسل “الخبر” في غزة: “اعتماد بان كي مون على الرواية الإسرائيلية المتضاربة بشأن الجندي المختفي وفر الشرعية للاحتلال لارتكاب مجزرة رفح”، مضيفا:ً “وهو ما يحمّله شخصياً قدراً من المسؤولية عن دماء شهداء رفح”. وكان جيش الاحتلال، قد أعلن أنه فقد الاتصال بالضابط في لواء “جفعاتي” هدار غولدن، الذي قال إنه يشتبه بتعرضه للأسر من قبل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.