ستضطر مؤسسة أرسيلور ميطال بمركب الحجار إلى استيراد كميات من السبائك الفولاذية من بولونيا، لتدارك التأخر في الإنتاج يصل إلى شهرين، بسبب تعطل الفرن العالي الحرارة رقم 2 عن العمل منذ حوالي ثلاثة أشهر، ليؤدي إلى تأخير في انجاز المشروع المقرر بالشراكة مع مجمع سوناطراك لربط مدينتي إليزي وجانت بقنوات الغاز الطبيعي. وأشار العضو الدائم بلجنة الشؤون الاقتصاديّة والتنمية والصناعة والتجارة والتخطيط بالمجلس الشعبي الوطني، إسماعيل قوادرية، إلى أن الأمر يتعلق بالدرجة الأولى بانجاز العقد مع مجمع سوناطراك لتموينه ب420 كيلومتر من الأنابيب، وقال إن المشروع الحكومي يسجل تبعا لتعطل الفرن عن الإنتاج تأخرا كبيرا في الآجال، أدى إلى إسقاطات اقتصادية سلبية على صعيد عقبات عدم الالتزام بالآجال والتوقف الإجباري لحوالي 350 عامل عن النشاط. ويأتي هذا العطب لأحد أهم أفران المركب في إنتاج السبائك الفولاذية، بضعة أشهر فقط عقب استرجاع الحكومة للمؤسسة، من خلال امتلاكها ل51 بالمائة من الأسهم تطبيقا لحق الشفعة في 5 أكتوبر الماضي، حيث شدد قوادرية في تصريحه ل«الخبر” على ضرورة إجراء صيانة شاملة للمركب، باعتبارها التوصيات التي أعلن عنها الوفد الروسي مؤخرا بعد الخبرة الميدانية التي قام بها، لاسيما وأنه أضاف أن أفران المركب استغلت في الفترة السابقة بطريقة غير عقلانية، ليؤكد بالمقابل مع ذلك على أهمية استعادة الحكومة الجزائرية لكل المركب واتخاذ إجراءات جدية وميدانية بشأنه، بالإضافة إلى التعجيل في الانطلاق في برنامج الاستثمار الذي يعاني تأخيرا كبيرا يصل إلى حدود السنتين. وأشار إسماعيل قوادرية إلى أن وزير التجارة عمارة بن يونس وافق، نهاية الأسبوع الماضي، في رده على مراسلته بالمجلس الشعبي الوطني على استفادة العملية من الإعفاءات الجمركية المقررة، تطبيقا للنصوص التنظيمية في هذا المجال، من منطلق أن كل عمليات الاستيراد ذات العلاقة مع مشاريع سوناطراك والبرامج المرتبطة بالمحروقات، تعفى بقوة القانون من دفع الرسوم الجمركية، على اعتبار أن سوناطراك لم تبد أي اعتراض على تغطية الاحتياجات الأولوية من هذه المادة عن طريق الاستعانة بالاستيراد. وعلى هذا الأساس، من المقرر أن تنطلق عملية استيراد السبائك الفولاذية قبل 20 أوت الجاري، لتأمين جزء من المخزون من هذه المادة الأولية لتفادي استمرار تأخر مشروع مجمع سوناطراك لربط مدينة إليزي وجانت بالغاز الطبيعي من جهة، والمحافظة على مئات مناصب العمل المعروضة على البطالة الإجبارية من جهة أخرى.