طالب وزير إعمار الأراضي المحررة بالصحراء الغربية بلاهي السيد، أمس، المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال المغربي لتنفيذ المواثيق الدولية وتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير مصيره. وأكد بلاهي السيد في ندوة صحفية بمنتدى جريدة “الشعب” بالجزائر العاصمة، وبالتعاون مع اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، وبحضور سفير الجمهورية الصحراوية بالجزائر إبراهيم غالي وحقوقيين، أن “المغرب لا يزال ماضيا في تعنته وتجاهله للشعب الصحراوي ولحقه في تقرير مصيره وفي العيش الكريم”، مشيرا إلى نظام المخزن أصبح يختلق الأزمات مع الجزائر للزج بها في نزاع الصحراء الذي لاعلاقة لها به، من حيث الجوهر والشكل، سوى أنها تساند الشعوب في تقرير مصيرها وفقا لمبادئها وما تنص عليه المواثيق الأممية. كما تطرق بلاهي إلى التهجم الأخير للدبلوماسية المغربية على الجزائر وتشغيل آلتها الدعائية وتسخيرها لكل الوسائل الإعلامية من أجل تشويه سمعة الجزائر، معتبرا هذا السلوك دليلا على فشل المغرب في احتواء القضية الصحراوية، ورميه بها خارج ملعبه، خاصة وأن التقرير الأممي الأخير ركز على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وأكد أن القضية الصحراوية “حققت مكاسب معتبرة” منذ شهر أفريل المنصرم تجلت في نص التقرير الأممي الأخير الذي وضع النزاع في إطاره القانوني، وكذا تعيين مبعوث الاتحاد الإفريقي إلى جانب اتساع رقعة التضامن الدولي مع القضية الصحراوية. على الصعيد الدبلوماسي قال الوزير الصحراوي هناك 54 دولة إفريقية أعلنت تضامنها مع الشعب الصحراوي، وأجمعت على تكليف الرئيس السابق لدولة الموزمبيق سيشاني جواكيم مبعوثا خاصا للمنطقة من أجل حل الأزمة في أقرب الآجال، مشيرا إلى أن المغرب رفض هذه المبادرة من خلال فرضه شروطا تعجيزية تحول دون تسهيل مهمة المبعوث. وفي السياق ذاته جدد المتحدث استعداد جبهة البوليساريو للمفاوضات لإيجاد حل للنزاع، مضيفا أن الأمر مرهون بالتزامات السلطات المغربية، نافيا الإشاعات التي تروج بمطالبة جبهة البوليساريو بنشر قوة إفريقية لحماية الأراضي الصحراوية. أما الناشط الحقوقي إبراهيم الصبار، شبه حالة الصحراء الغربية بما يفعله العدوان الصهيوني في قطاع غزة، مشيرا إلى أن الحكومة المغربية تُضيّق على السياسيين والحقوقيين، وتمارس الترحيل والاختطافات القسرية، وقال “آن الأوان لكسر جدار الصمت عما يجري هناك”. وأثنت النائب في البرلمان الصحراوي خناتة ولد السالك، على وسائل الإعلام الجزائرية التي لم تتوان عن إسماع صوت الشعب الصحراوي الجريح لأحرار العالم الذين يساندون مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها. وأثار المتدخلون منهجية المغرب الجديدة لتضليل الشباب الصحراوي ولي ذراعه عن قضيته الأساسية بشكل غير مباشر، من خلال إغراق المناطق المحتلة بأطنان من المخدرات، لتغييب عقله وإخضاعه لواقع مفترض.