شكلت كلمة لجنة التحكيم صدمة حقيقية لل17 فرقة مسرحية جاءت من مختلف ولايات الوطن للمشاركة في دورة العام “الاستثنائية” بحكم البعد الوطني الذي سطر لها، حيث شنّت اللجنة التي ترأسها المسرحي سعيد بن سلمى، هجوما لاذعا على مستوى العروض التي قدّمتها الفرق المتنافسة، كما قالت اللجنة أنها قرّرت منح الجوائز بتحفظ شديد مع الرفض الكلي لمستوى العروض المقدمة. واستهلت لجنة التحكيم في كلمة تلاها عبد المالك بن خلاف: “بكل أسف كل الأعمال لم ترق إلى المستوى المطلوب”، وانصب النقد بشكل كبير على عدم احترام الفرق المشاركة لقانون المهرجان الذي ينص على أن تكون مدة كل عرض 70 دقيقة، كما أشارت إلى فشل الفرق في التوظيف الصحيح لفنيات المسرح وتقنياته مع إهمالها لعنصر التمثيل والتركيز على ما أسمته لجنة التحكيم “الخدم التقنية”. ورغم مشاركة اثنين من الفرق المتوجة بجائزة التصفيات الجهوية، إلا أن اللجنة عادت إلى التركيز على ضرورة إجراء تصفيات جهوية صارمة، وهي النقاط التي سبق وأن أكدت عليها جميع لجان التحكيم التي تعاقبت على دورات المسرح الوطني المحترف السابقة والتي لم تحترم أبدا. كما وجهت اللجنة رسالة مشفرة إلى مديري المسارح الجهوية، توحي باقتراب موعد تغيرات جذرية على مستوى المناصب الهامة في المسارح الجهوية ضمن سياسة “إنهاء المهام” التي اعتمدتها وزيرة الثقافة نادية لعبيدي منذ توليها منصب وزيرة الثقافة، حيث أشارت لجنة التحكيم إلى فشل المسارح الجهوية في صناعة عروض محترمة رغم الإمكانيات المالية الكبيرة التي تتم بها. تتويجات بطعم “التشجيع” عادت جائزة أحسن إبداع موسيقي لعمارة حسان من المسرح الجهوي سيدي بلعباس عن عرض “الأجداد يزدادون شراسة”، بينما فاز عبد الرحمان زعبوب بجائزة أحسن سينوغرافية عن مسرحية “ليلة غضب الأهلة” من المسرح الجهوي لباتنة. وتحصلت الممثلة بلحسن أمينة على جائزة أحسن دور نسائي واعد عن دورها في مسرحية “نوار الصبار” لمسرح وهران، وعادت جائزة أحسن دور رجالي واعد للممثل نموس علي من المسرح الجهوي لسكيكدة. ونال جائزة أحسن دور ثانوي رجالي ونسائي قرقاح هشام من المسرح الجهوي لعنابة، ونوارة براح من المسرح الجهوي لڤالمة. وتوجت كل من الممثلة عديلة سوالم من مسرح ڤالمة وسمير أوجيت من مسرح باتنة بجائزة أحسن أداء رجالي ونسائي رئيسي.وبالنسبة لجائزة أحسن نص، فقد عادت إلى سفيان عطية عن عرض “ليلة إعدام” مع المسرح الجهوي برج بوعريريج، وجائزة أحسن مخرج أحسن بوبريوة عن مسرحية المذبحة من سكيكدة، وقدمت لجنة التحكيم جائزتها إلى رياض بروان عن مسرحية “ليلة غضب” من باتنة. المسرح الوطني بخفي حنين لماذا لم يفز المسرح الوطني بأي جائزة خلال الدورة التاسعة للمهرجان؟ طفى هذا السؤال بقوة عقب إعلان النتائج، فرغم دخول المسرح الوطني المسابقة الرسمية بعرض “البيع” الذي حاول التوغل في هستيريا الحرقة والخيانة، وتفكيك المفاجآت في رحلة مواجهة الحقيقة الصادمة، إلا أن العرض المقتبس من نص الكاتب العراقي الراحل قاسم محمد، تم تقديمه في آخر يوم من المسابقة الرسمية ويعتبر من الأعمال الاستعجالية، حيث تم إعداد هذه المسرحية في 20 يوما فقط من أجل المشاركة في المهرجان. دورة باهتة من المقهى إلى الخشبة على خلاف الدورة الماضية، كانت الأجواء في ساحة المسرح، ومقهى “طوطونفيل” رفيق المسرح الدائم”، باهتة وذلك بشهادة ضيوف المسرح الوطني، حيث غابت الحميمية التي اعتادت دورات المسرح الوطني على صناعتها في السنوات الماضية، بينما لم ينجح تحويل ساحة “توري” أمام المسرح الوطني إلى خشبة مسرحية تزاحم جمال المسرح الوطني في دعم الحدث الفني، الذي غاب عنه الجمهور العادي بينما كانت مقاعد المسرح تكتظ في الدقائق الأولى من العرض بضيوف المهرجان وتنتهي على مشهد مغادرتهم قبل نهاية العرض. العروض خارج المنافسة تصنع الحدث فاجأت العروض التي تم تقديمها خارج المنافسة عشاق الفن الرابع، فالعرض المونودرامي الذي قدمته الممثلة باعلي وهيبة مع الجمعية الثقافية للفنون الدرامية “صرخة الركح” لولاية تمنراست، وكذا الممثلة ليلى توشي التي قدمت أول تجربة لها في إخراج مسرح الشارع بعنوان “صوت الصمت”، رفقة كل من محمد علي ديب، لوعيل نسيمة، كحلي لاميا، فريدة مداش، لقي استحسان الجمهور، سيما وأن اللوحة الفنية صممت خصيصا لتحية شهداء غزة. وبشكل عام فقد حظي جمهور قاعة “الموڤار” بالفرجة والمتعة مع العروض خارج المنافسة التي قدمتها تعاونيات وجمعيات فتية.