بعد سيطرة الحوثيين على معظم مفاصل الدولة اليمنية تمركز مقاتلوهم، أمس، حول مقار الحكومة والبرلمان والقيادة العامة للقوات المسلحة، كما أقاموا حواجز على الطرق المؤدية إلى هذه المواقع، واستولوا على مخازن سلاح الجيش اليمني، واقتحموا منازل مستشار رئيس الجمهورية الجنرال علي محسن الأحمر والناشطة السياسية توكل كرمان، وكذا حزب الإصلاح الذي يعد الشيخ عبد المجدي الزنداني أحد رموزه. وواصل مسلحون تابعون لجماعة “أنصار الله” المعروفة ب”الحوثي”، لليوم الثاني على التوالي، نهب أسلحة من مقر المنطقة العسكرية السادسة، شمالي صنعاء، بعد سيطرتهم عليها أول أمس، بحسب شهود عيان. وكان مسلحون حوثيون سيطروا على المنطقة العسكرية السادسة، أول أمس، بعد مواجهات عنيفة مع قواتها، خلفت قتلى وجرحى، وهي واحدة من المناطق العسكرية السبع التي تمثل مجمل المناطق العسكرية في اليمن. وشهدت شوارع العاصمة صنعاء، أمس، انتشارا واسعا لمسلحي جماعة الحوثي، وقاموا بنصب نقاط تفتيش السيارات، وسط غياب لقوات الجيش والأمن. وتواجد المسلحون في كل الشوارع بزي مدني وهم يحملون الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ويضعون شعار الصرخة في المناطق التي يفترض أن يكون الجيش متواجدا فيها. وشهدت حارات العاصمة إطلاق نار كثيف لمسلحي الحوثي للاحتفال بما أسموه انتصار ثورتهم، ونزحت آلاف العائلات خوفا من ممارسات مسلحي الجماعة الذين ينتشرون بكثافة. واستيقظ من تبقى من سكان صنعاء، صباح الاثنين، ليكتشفوا أن الحوثيين قد بسطوا سيطرتهم على كل شيء تقريباً في العاصمة. ووقّع ممثلون عن “أنصار الله” اتفاق السلام الذي ينصص على تشكيل حكومة جديدة، إلا أنهم في المقابل رفضوا التوقيع على الملحق الأمني للاتفاق الذي يجبرهم على الانسحاب من العاصمة صنعاء. جدير بالذكر أن جماعة الحوثي تنتمي للطائفة الشيعية الزيدية التي تمثل 30 في المائة من الشعب اليمني ذي الغالبية السنية الشافعية. وتأسست جماعة الحوثي في 1992 وخاضت ست حروب ضد النظام السابق، قتل في إحداها مؤسس الجماعة حسين الحوثي، وخلفه على رأس الجماعة شقيقه الأصغر عبد المالك الحوثي.