يعيش “الخضر” تحت إشراف المدرّب الجديد كريستيان غوركوف واقعا يختلف نوعا ما عمّا عاشه مع المدرّب السابق وحيد حاليلوزيتش، في الدورة النهائية لكاس أمم إفريقيا، فمن المفارقات أن يكون المدرّب الجديد يقف على طرف مناقض للمدرّب البوسني وحتى للمدرّب الأسبق عبد الحق بن شيخة، حيث قلب معادلة الأول ونجح حيث فشل الثاني مع المنتخب الوطني في تجارب متشابهة. وبخصوص التصفيات الحالية ل«كان 2015”، فإن المنتخب الوطني فاز في ثلاث مباريات على التوالي، منها مقابلتان خارج القواعد، ما سمح للفرنسي غوركوف من معادلة رقم البوسني الذي ظل خلال ثلاث سنوات كاملة ينتقد ضمنيا سابقه الجزائري (رابح سعدان)، بتثمين انتصاراته خارج القواعد، في وقت كان المنتخب الجزائري لم يحقق لنحو عشرين عاما سوى انتصار واحد خارج القواعد. ورغم أن حاليلوزيتش نجح خلال تصفيات مونديال البرازيل ضمن مجموعته التي ضمّت مالي والبينين ورواندا، في حصد 15 نقطة كاملة من أصل 18 نقطة ممكنة، ولم يخسر سوى مباراة واحدة أمام مالي بملعب محايد بالعاصمة البوركينابية واغادوغو، وتأهّل إلى “كان 2013” بجنوب إفريقيا بعد انتصاره في على منتخبي غامبيا وليبيا ذهابا وإيابا، فإن خليفته كريستيان غوركوف أمام فرصة من ذهب للتأهّل إلى “كان 2015” على طريقة الكبار من خلال الفوز في كل المباريات، حيث سيكون بمقدور المنتخب الجزائري كسب ست نقاط أمام منتخبي مالاوي وإثيوبيا على التوالي بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، قبل التنقّل إلى باماكو، برسم الجولة الأخيرة من التصفيات في مهمة العودة بانتصار على منتخب مالي حتى يحقق 18 نقطة كاملة من مجموع المباريات الست. وستكون مباراة هذا الأربعاء أمام منتخب مالاوي فرصة للمنتخب الوطني لضمان التأهّل، كون نقطة واحدة فقط تفصله عن ذلك، غير أن غوركوف الذي قال في ندوته الصحفية السابقة قبل انطلاق التصفيات إنه يريد كسب 12 نقطة في المباريات الأربع الأولى حتى يضمن التأهّل بسرعة إلى “الكان”، سيبحث عن ضمان التأهّل بانتصار وليس تعادلا أمام مالاوي، وفي كلتا الحالتين، سيكون “الخضر” بطبعة غوركوف أول المتأهّلين إلى دورة المغرب، في وقت صنع ذات المنتخب بطبعة حاليلوزيتش في جنوب إفريقيا سنة 2013، الحدث حين كان أول منتخب يقصى من المنافسة في الدورة النهائية. كما نجح كريستيان غوركوف حيث فشل عبد الحق بن شيخة، المدرّب الأسبق للمنتخب الوطني، كون ضيق الوقت وضغط المنافسة لم يؤثّرا فيه، فكانت حصيلته في ثلاث مباريات حصادا كاملا، بينما اكتفى بن شيخة في ثلاث مباريات في مثل ظروف غوركوف، بثلاث نقاط فقط، في حين لم يتمكّن حتى رابح سعدان، خلال قيادته ل«الخضر” ضمن التصفيات المزدوجة لكأسي أمم إفريقيا ومونديال 2010، من الفوز سوى في مباراة واحدة خارج القواعد أمام منتخب زامبيا ضمن تصفيات الدورين الأول والثاني، بمجموع ست مباريات خارج القواعد، أمام السينغال وغامبيا وليبيريا في الدور الأول وأمام رواندا وزامبيا ومصر في الدور الثاني، يضاف إليه الفوز التاريخي على منتخب مصر، لكن بملعب أم درمان السوداني المحايد وليس بأرض “الفراعنة”. كل المؤشرات الحالية توحي بأن المدرّب الجديد ل«الخضر” الذي أتى بفلسفة جديدة وطريقة تعامل مختلفة عن سابقه، يسير نحو الارتقاء بالمنتخب الوطني إلى مستويات أعلى، تجعل من المنتخب الجزائري مستقبلا أحد أقوى المنتخبات القارية المرشحة دائما لنيل اللّقب القاري وللتأهّل في كل طبعة إلى نهائيات كأس العالم، بل والذهاب إلى أبعد من الدور ثمن النهائي الذي تحقق لأول مرة مع حاليلوزيتش في المونديال الأخير بالبرازيل، وأصبح بذلك إنجازا تاريخيا ورقما وجب على المدرّب الجديد تحطيمه في مونديال روسيا 2018.