قال الدكتور رابح قربوز، رئيس الوفد الطبي الجزائري لقافلة “أميال من الابتسامات” التي يقودها الشيخ أحمد إبراهيم، إن الدكتور الجراح جلال الأحمر الأستاذ الجامعي قام بعملية نوعية في غزة وهي تقويم أرجل لطفل، وقام بعمليتين قبل ذلك ولم تنجحا وأجريت له عملية لأول مرة بطريقة حديثة ونجحت. مهمتكم في غزة صعبة، خاصة في ظل أعداد الجرحى، حدثنا عن مهمة وفدكم الطبي؟ مهمة الوفد الطبي هي المرة الثالثة التي تأتي إلى غزة واسمينا القافلة باسم الجراح جلال الأحمر، وكانت هذه القافلة من المفترض أن تأتي في أوج الحرب، ولكن الظروف الأمنية وعدم موافقة الجهات المختصة على هذه الرحلة حال دون ذلك. حاولنا أن نتحرك متى جاءتنا الفرصة، وأتينا بحمد الله بخمسة تخصصات، منها جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري، وجراحة القلب والصدر، والأوعية الدموية، وجراحة الأطفال، وجراحة العيون، وخمس فرق مختصة، وكل طبيب مختص يرافقه طبيب تخدير وإنعاش حتى تكون الفرق متكاملة. بناء على ماذا اخترتم هذه التخصصات؟ هذه الفرق الطبية جاءت بناء على ما تواصلنا بشأنه مع المستشفيات في غزة والحاجة الملحة أثناء الحرب وحاجتهم لهذه التخصصات حتى نخفف العبء عن تنقل المرضى إلى خارج القطاع، سواء نحو القدس أو مصر أو أي بلد آخر، وكان من الأفضل أن نكون هنا للقيام بجراحات للجرحى والمرضى، مع إعادة تأهيل الطاقم الطبي في الوقت نفسه حتى يتمكن بعد ذلك الطبيب الفلسطيني من تأدية هذه العمليات، وحتى هذه اللحظة وفقنا في ذلك. ما هي نوعية العمليات التي يقوم بها الوفد الطبي الجزائري في غزة؟ كانت هناك عمليات نوعية، وخاصة في الأعصاب، أجريت جراحة لأورام في المخ كثيرة ومعقدة، واليوم أجريت حالة رفضت مصر والاحتلال دخولها، والحمد لله تمكنت من إجراء هذه العملية ونجحت دون أي مضاعفات، وهناك عمليات انزلاقات غضروفية حادة في الرقبة، وانزلاقات غضروفية في أسفل الظهر بين القطنية والعدسية وأورام داخل النخاع الشوكي، حالات مسجلة للقيام بها في الفترة المتبقية. وفيما يخص جراحة الأطفال، هناك عملية نوعية قام بها الدكتور الجراح جلال الأحمر أستاذ جامعي، وهي تقويم أرجل لطفل، وقام بعمليتين قبل ذلك ولم تنجح وأجريت له عملية لأول مرة بطريقة حديثة ونجحت والحمد لله، بالإضافة إلى عملية نوعية سوف تجرى خاصة بزرع القرنية عن طريق الاستعانة بالمشيمة “مشيمة الولادة”، نأخذ منها عينة ويصلحوها على أساس تجرى عملية على العين، وهذه العملية لأول مرة تجرى في غزة، إلى جانب عمليات القلب المفتوح، وهي عادة الفريق في غزة يأتي معها هذا التخصص، والعملية التي قام بها الدكتور عبد المالك بوزيد معقدة وكان قاب قوسين أن تُرحّل إلى القدس، وقطعنا عهدا على أنفسنا بأن لا ننقطع عن غزة، وحتى الجزائريين المقيمين في أوروبا وضعوا برنامجا لهذا الموضوع كله للتخفيف عن جرحى غزة. كيف تصف الحالات الموجودة هنا، وخاصة من جرحى العدوان؟ كثير من الحالات هي من جرحى الحرب، والتي انتظرت كثيرا من أجل إجراء الفحوصات، كما أن العمليات الجراحية أخذت كثيرا من الوقت، وكانت هناك حالات لابد من التدخل في حينها، ولكن نظرا لظروف الحرب كان لابد من انتظار انتهائها والقيام بعمليات مع الوفود، سواء الجزائرية أو الوفود الأجنبية الأخرى. كم هو عدد العمليات التي أجريت في غزة؟ حتى الساعة وخلال يومين أجري 200 فحص طبي واخترنا منهم أكثر من 30 لإجراء عمليات، ومازال العمل متواصلا وقد يصل عدد العلميات إلى يوم الخميس إلى 50 عملية نوعية. كيف تصف الوضع الصحي في مستشفيات قطاع غزة؟ بعد حرب الإبادة الأخيرة التي شهدتها غزة، نقول إن الوضع في مستشفيات القطاع كارثي من حيث نقص الوقود والأجهزة، ومن العتاد المتخصص المهم جدا للعمليات الدقيقة، ومن هذا المكان نناشد الأحرار في العالم الذين يهتمون بالجانب الإغاثي والطبي ليخففوا ولو بشيء بسيط من معاناة هذا الشعب.