اندلعت مواجهات في واد الجوز بالقدسالمحتلة أمس بعد انتهاء صلاة الجمعة، وتشهد معظم أحياء مدينة القدس مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال لم تشهدها المدينة منذ سنوات، أسفرت عن إصابة أكثر من 15 مواطنا بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، ورشت قوات الاحتلال المياه العادمة (المنزلية) على البيوت بشكل مباشر، واعتدت على جميع الطواقم الإعلامية بالقدس. شملت إجراءات الاحتلال إغلاق البلدة القديمة ووضع متاريس حديدية قرب بوابات المسجد الأقصى للتدقيق ببطاقات المواطنين، وفرضت حواجز على الشوارع الرئيسية المؤدية لها، وذكر محمد الصادق مدير مركز الإعلام بالقدس في تصريح ل “الخبر” أن “عدة أحياء بالمدينة تشهد اشتباكات ومواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال، بالإضافة لمواجهات عنيفة في حاجز قلنديا”. وأشار إلى أن 4 طائرات عسكرية وطائرة استطلاع للتصوير تحوم في مناطق متفرقة من المدينة المقدسة، فيما يحظر الاحتلال دخول من هم دون سن الأربعين المسجد الأقصى لتأدية الصلاة فيه. فيما أدى آلاف المواطنين صلاة الجمعة في الشوارع والطرقات المحيطة بالحرم القدسي الشريف، نتيجة فرض قيود منعت الرجال دون سن الأربعين من الصلاة فيه تحت ذرائع أمنية واهية. إسرائيل تعتقل النساء والأطفال وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال مقدسيتين أثناء تواجدهما عند أحد أبواب المسجد الأقصى، وأوضح شهود عيان ل “الخبر” أن قوات الاحتلال اعتقلت هبة الطويل ولطيفة عبد اللطيف لدى خروجهن من المسجد الأقصى المبارك، كما اعتقلت 3 أطفال من حي واد الجوز بالقدس خلال المواجهات التي اندلعت بالحي، فيما أصيب 3 آخرون بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط. واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال عقب مسيرة نصرة للأقصى على المدخل الشمالي لمدينة الخليل، وقال أحد المشاركين بالمسيرة ل “الخبر”: “إن جنود الاحتلال هاجموا المسيرة السلمية بالخليل، وأطلقوا زخات كثيفة من الرصاص المطاطي والغاز السام والمسيل للدموع”. وتوعدت حركة حماس الاحتلال بدفع ثمن جرائمه تجاه مدينة القدس غاليًا، وقالت الحركة إن الاحتلال “لن يتوقع رد فعل الشعب الفلسطيني، ويمكن أن نرى تحركًا أكثر قوة ويفاجئ الجميع”. وبيَّن المتحدث باسم حماس حسام بدران، في تصريح ل“الخبر”، أن المدينة ستشهد تصعيدًا كبيرًا لا سيما أنها تعيش في حالة انتفاضة حقيقية منذ عدة شهور، بما تشهده من اعتقالات وإصابات يومية واقتحامات متكررة من الاحتلال. وأكدت قيادات مقدسية أن جرائم الاحتلال والمستوطنين في القدسالمحتلة قد تنذر باشتعال انتفاضة ثالثة، وقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح حاتم عبد القادر في تعقيب على الأسباب والدوافع من تصاعد الأحداث بالقدس “إن المواطنين المقدسيين وصلوا إلى درجة من الاحتقان والضغط بحيث أصبح الوضع مهددًا بالانفجار”. وبخصوص تعزيز قوات الاحتلال تواجدها في القدس، أشار حاتم عبد القادر في تصريح ل “الخبر” إلى أن هناك حملة تحريض تقوم بها قوات الاحتلال وصلت إلى رئيس وزراء الاحتلال الذي اجتمع قبل عدة أيام مع كافة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وطالبهم بممارسة أقصى درجات القمع ضد المواطنين المقدسيين. فيما قال إمام وخطيب المسجد الأقصى المبارك رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري، في تصريح ل”الخبر”، “إنّ قوات الاحتلال تشعر أنها غير قادرة على السيطرة على مدينة القدس، فتحاول تطبيق إجراءات مشددة بحق المقدسيين، حتى وصل الأمر إلى اعتقال النساء والأطفال”، مؤكدا أنَّ ما يحصل للمسجد الأقصى بخصوص تحديد الأعمار لدخول المصلين يشير إلى ضعف الاحتلال. ولفت الشيخ عكرمة إلى أن أهالي القدس يدركون بأنهم منسيون ومهملون من قبل المجتمع العربي الإسلامي، فهم يحاولون انتزاع حقوقهم المشروعة بأي طريقة يستطيعون الوصول إليها. إعادة النظر في بناء 1600 مستوطنة بالقدس وفي موضوع ذي صلة بالقدس، من المقرر أن تعيد لجنة التخطيط والبناء في بلدية القدسالمحتلة الثلاثاء القادم النظر في بناء 1600 وحدة استيطانية في مستوطنة “رامات شلومو” شمالي القدسالمحتلة. وذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية أن داخلية الاحتلال سبق أن صادقت على بناء الوحدات المذكورة في العام 2010 بالتزامن مع استئناف المفاوضات السلمية وزيارة نائب الرئيس الأمريكي لإسرائيل، ما أثار موجة انتقادات غير مسبوقة. وأشارت إلى أنه في نهاية العام 2012 وفي أعقاب توجه السلطة الفلسطينية للأمم المتحدة بطلب الاعتراف، قررت إسرائيل مرة أخرى تفعيل خطة البناء المذكورة، وتم طرح العطاءات اللازمة للبناء، إلا أنه لم يتم الحصول على تراخيص البناء في الحي حتى اليوم بسبب عدم استكمال شق الطرق الواصلة للحي.