عين الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، ثلاثة محافظين للحزب بولاية باتنة التي قسمت مؤخرا إلى ثلاث مقاطعات هي: باتنةوبريكة وآريس، وهي المقاطعات التي تصنع الحدث عادة في كل استحقاق انتخابي، بحكم الكثافة السكانية المعتبرة بها، والعدد الكبير من المناضلين المشكلين لقاعدة الأفالان. وسيشرف اليوم، حسب ما علمته “الخبر”، عضو المكتب السياسي والنائب مصطفى معزوزي على تنصيب البرلماني ناصير لطرش على رأس محافظة باتنة، وكذا السيناتور بوزيد بدعيدة محافظا للحزب ببريكة، والمجاهد بلقاسم منصوري محافظا للحزب بآريس. ولم تتوقع أوساط الحزب في الولاية تعيين البرلماني ورئيس المجلس الشعبي الولائي السابق ناصير لطرش كمحافظ للحزب بباتنة، بحكم أن القاعدة المعمول بها منذ مدة داخل الأفالان في مثل هذه التعيينات تعتمد على مبدأ الولاء للرئيس بوتفليقة أولا وقبل كل شيء، وهو أمر لا ينطبق على هذا المناضل الذي وقف بجانب المترشح السابق للرئاسيات علي بن فليس في انتخابات 17 أفريل الماضي “قلبا وقالبا”، حسب كلام عدد من المناضلين الذين احتجوا أمس أمام محافظة باتنة وعبروا عن عدم تقبلهم لهذا التعيين الذي “رسخ مرة أخرى مبدأ الانحرافات والانزلاقات التي ما فتئت القيادة السابقة تمارسها”، مثلما قال هؤلاء. وأكدت مصادر مطلعة أن اختيار سعداني لناصير لطرش جاء من باب أنه يتمتع باحترام كبير وسط القاعدة الشعبية للحزب، رغم ميوله ووقوفه بجانب مترشح نافس الرئيس بوتفليقة في آخر استحقاق رئاسي، وهو اختيار يبقى مبنيا على تقارير مفصلة رجحت كفة هذا البرلماني على منافسيه في قيادة أكبر محافظات الحزب بالولاية. وفي سياق متصل، احتج أمس عدد كبير من مناضلي وأعضاء قسمة جبهة التحرير الوطني ببريكة على تعيين عضو مجلس الأمة بوزيد بدعيدة على رأس محافظة بريكة، وكذا بعض الأعضاء المنتمين إلى أحزاب سابقة، وهي التعيينات التي أثارت سخط عدد من المناضلين الذين جاء في بيان لهم أن هذه التعيينات “مخيبة لتطلعات مناضلي هذه المحافظة”. وناشد المحتجون الأمين العام للحزب إعادة النظر في تشكيلة المحافظة التي يجب، حسبهم، أن تحمل “أسماء من المناضلين والأعضاء الأوفياء لخط الحزب دون إقحام أسماء لا صلة لها بالحزب”، رغم أن سعداني جدد ثقته في عدد من الأسماء التي تعرضت للإقصاء من طرف المحافظ السابق إبراهيم بولحية.