على بعد أيام قليلة من الاحتفال باليوم العالمي للمعوق، يعيش مئات الآلاف من هذه الشريحة المنسية رهينة في إطار الصراع القائم، هذه الأيام، بين مستخدمي الديوان الوطني للأعضاء الصناعية ووزارة العمل والحماية الاجتماعية والتشغيل، فقد تم إلغاء كل الفحوصات المبرمجة وتأجيلها إلى تواريخ لاحقة، كما باءت كل المحاولات التي قام بها مئات المعاقين لاستلام أعضائهم أو اللوازم التي تتوافق مع إعاقتهم بالفشل، الأمر الذي أثار حالة من الامتعاض الشديد في أوساطهم، خاصة بالنسبة للمعاقين الذين يتنقلون من ولايات بعيدة، وتشكّل وضعياتهم الصحية حالات استعجالية. وحسب نقابيي وحدة وهران، فإن كأس غضب العمال وصل إلى منتهاه نتيجة سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها الوزارة الوصية، خاصة فيما يتعلق بالأجور ”باعتبار أن الراتب الشهري لمنظفة تعمل داخل صندوق التأمينات الاجتماعية يساوي قرابة ثلاثة أضعاف راتب رئيس مصلحة في الديوان الوطني للأعضاء الاصطناعية، الأمر الذي يوضح التهميش الكبير الممارس في حق إطارات الديوان ومستخدميه، رغم أن الأمر يتعلق بعمال تابعين للوصاية نفسها”، مشددين في هذا السياق على ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لمساواة أجورهم مع باقي عمال القطاع. ويشتكي المتحدثون من الأوضاع المتردية التي يمارسون فيها مهامهم، والتي تنعكس سلبا على شريحة المعاقين الذين لا يتم تذكرهم إلا يومين في السنة في إطار الاحتفالات باليوم العالمي والوطني للمعاق، فقد أفادوا بأن ”الأجهزة والآلات التي يعتمدون عليها من أجل صناعة الأعضاء الاصطناعية تعود إلى قرابة نصف قرن، فضلا عن نقص المعدات، لدرجة أننا نستعين في بعض الأحيان بزجاج مكسر من أجل إتمام أعداد بعض الأعضاء في غياب اللوازم الحديثة”. كما شدّد المضربون على النقص الفادح في التقنيين المكلفين بأخذ القياسات الخاصة بالأعضاء الاصطناعية، ما يتسبب في تأخير تكون نتائجه وخيمة على بعض المعاقين، لاسيما الذين يعانون مرض السكوليوز، مضيفين بأن ”بعض المعاقين يموتون ولا يستلمون معداتهم، على غرار بعض الكراسي المتحركة المميزة”، مهددين بتصعيد لهجة الاحتجاج في حال عدم تدخل السلطات الوصية من أجل تقويم الوضعية في أقرب الآجال.