اتهم أمين عام جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، أعضاء تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي، دون ذكرهم بالاسم، ب«الخيانة” وب«الأصوات الناعقة التي تحركها أيد خفية داخلية وخارجية، لا تريد الخير للبلاد”. وقال سعداني، أمس، بباتنة، خلال تجمع جهوي لمنتخبي المجالس البلدية والولائية لولايات الشرق والجنوب الشرقي، إن لقاء أحزاب المعارضة وفد الاتحاد الأوروبي “بمثابة التمهيد للتدخل الأجنبي وتعبيد الطريق لعودة الاستعمار”. وتساءل: “من هي تنسيقية أحزاب المعارضة ؟ إنها مجموعة من الأشخاص أو الأطراف هدفهم الوحيد الجلوس على كرسي الرئاسة، على خلفية مطالبتهم برئاسيات مسبقة، ما يعتبر انقلابا وتعديا على إرادة الشعب”. ووصف سعداني مواقف وتصريحات أعضاء التنسيقية ب«البعيدة عن الروح الوطنية، فالجزائر آمنة اتركوها للجزائريين، ولا شأن للاتحاد الأوروبي فيما يحدث من نقلة ونضج ديمقراطي، تزامنا مع مراجعة الدستور لصون النظام الجمهوري”. مؤكدا على أنه في لقائه وفد الاتحاد الأوروبي سأل أعضاءه: “أين كان الاتحاد عندما واجهت الجزائر الإرهاب لوحدها ؟ وماذا ترك الأوروبيون خلال تدخلهم في شؤون جمهورية العراق وسوريا واليمن وليبيا، سوى الخراب؟ وذكر سعداني بأنه “لم يبق من الجمهوريات في الوطن العربي سوى الجمهورية الجزائرية، وها هو الاتحاد الأوروبي يسعى لتخريبها بواسطة أحزاب المعارضة، التي تحاول ضرب الدستور من خلال تحركها في قبة البرلمان مؤخرا، رغم أن الرئيس بوتفليقة وعد الشعب بإصلاحات دستورية تمنح صلاحيات أوسع للحكومة وحماية أكبر للمعارضة وحرية أكثر للصحافة”. وفي رده على أطروحات المعارضة، قال المتحدث إن “الرئيس باق وانتخابه خط أحمر لا يمكن تجاوزه”. مستغربا: “كيف أن بعض أحزاب التنسيقية تندد بالانقلاب بمصر، وتريد الانقلاب على شرعية الرئيس بوتفليقة في الجزائر”، داعيا إياها “أن تسعى إلى الحوار لتثبيت حالة الاستقرار والأمن، وليس تخريب الوطن في ظل الوضع الأمني المتدهور بدول الجوار”. ودعا سعداني أحزاب المعارضة إلى “العمل بنصيحة حسين آيت أحمد الذي دعا الجزائريين إلى حماية الجزائر، والحفاظ على أمنها بعيدا عن التدخلات الأجنبية”. وموازاة مع التنديد باستقبال أحزاب المعارضة وفد الاتحاد الأوروبي، هاجم سعداني بعض الصحف ووصفها ب«الجرائد المسعورة”، وقال: “نحن نهدف إلى الدفاع عن الصحفي وليس صحافة الباترون”. وأثار تصريح سعداني استياء العديد من الحاضرين في التجمع. واللافت للانتباه قبل الدخول إلى قاعة التجمع، هو الاستنفار الأمني بمداخل المدينة وبمحيط القاعة التي احتضنت اللقاء، وكذا الطوق الأمني على سعداني الذي حاول بعض المناضلين الاقتراب منه لطرح قضايا الحزب، لكن دون جدوى. وحتى المناضلين المعارضين سرعان ما انسحبوا، بالنظر إلى الإجراءات الأمنية التي سايرت الحدث، إلى درجة اعتقاد البعض أن الذي حضر هو رئيس الحكومة وليس أمين عام الأفالان.