يظهر أن ثقافة قضاء العطل على اختلافها خارج الوطن والتي ترسخت عند فئة من الجزائريين، ليست في مقدور الجميع، ويقول ملاح محمد ممثل وكالة “دام تور” السياحية إن الجزائري ذا الدخل البسيط لا يمكنه ضمان عطلة مماثلة لأبنائه، وبمقتضى تعاملهم مع الزبائن كوكالة سفر، لاحظوا أن الطلبات تأتي عادة من قبل أصحاب المهن الحرة. أما عن الطلبات المسجلة لديهم لهذه الفترة، فقال إنها قلت بكثير عن تلك المسجلة السنة الماضية، مرجعا السبب إلى ظروف الجزائري، على غرار دفع أقساط السكنات بمختلف الصيغ، وبالتالي “فضل الاستغناء عن الكماليات لتوفير الضروريات”. لكن هذا الأمر لا ينطبق على جميع الجزائريين، فمن يعيشون في بحبوحة مادية لا يفوتون فرصة الاستمتاع بالسفر إلى أبهى الأماكن خارج الوطن. وهو ما وقفنا عليه من خلال زيارتنا لإحدى الوكالات التابعة للنادي السياحي الجزائري وتقع وسط الجزائر العاصمة. هناك التقينا سامية التي رافقناها وتحدّثنا إليها وهي تقوم بحجزها لخمس تذاكر سفر نحو تركيا خلال عطلة الشتاء، قالت إنها خاصة بها وبزوجها وكذا أطفالها الثلاث الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 سنة، وقد تراءى لنا ونحن نتحدث إليها أنها من ميسوري الحال، خاصة أنها تحرص كل الحرص على عدم تفويت أية فرصة للاستمتاع بالسفر إلى خارج الوطن رفقة عائلتها. وعن فكرة قضاء عطلة الشتاء خارج الوطن، ردت محدثتنا أنه سبق لها أن سافرت منذ سنتين رفقة عائلتها إلى تركيا، وأعجب صغارها بالبلد والمرافق المخصصة للأطفال هناك، “وبما أننا نحرص أنا وزوجي منذ سنوات على الاستمتاع بعطل الأطفال سواء الخاصة بالشتاء، الربيع أو الصيف، فضلنا أن نقضي هذه العطلة بتركيا، خاصة أن وكالات النادي السياحي تعرض برنامجا ثريا لهذه الفترة”. من جهته أكد المشرف على بيع التذاكر بذات الوكالة، أن هناك طلبا لا بأس به من قبل بعض العائلات الجزائرية التي ترغب بقضاء عطلة نهاية السنة التي تزامنت مع عطلة الشتاء المدرسية رفقة أبنائها خارج الوطن، مؤكدا أن تركيا من أكثر الوجهات طلبا سواء صيفا أو شتاء. مراكز العلاج بمياه البحر بتركياوتونس الأكثر طلبا لاحظنا من خلال ترددنا على عدد من الوكالات السياحية أن تونس تبقى من الوجهات الأكثر طلبا بالنسبة للعائلات الجزائرية الراغبة في قضاء احتفالات آخر السنة أو العطلة الشتوية خارج الوطن، وعن ذلك أكد عدد من أصحاب الوكالات السياحية أنه بحكم تجربتهم مع زبائنهم من عائلات أو أشخاص، تبقى الجارة تونس الوجهة التي يفضل الجزائريون الذهاب إليها، باعتبار أن أسعار منتجعاتها معقولة. وخلافا للفترة الصيفية التي يكثر فيها الإقبال على شواطئ بحار كل من تونسوتركيا والمغرب، تلقى مراكز العلاج بمياه البحر والحمامات المعدنية المتواجدة بذات الدول إقبالا ملحوظا من قبل عدد من العائلات الجزائرية التي ترغب بالاستمتاع بعطلة الشتاء رفقة أبنائها، حيث أكدت لنا القائمة على بيع تذاكر إحدى الوكالات السياحية بالجزائر العاصمة، أن طلبات الزبائن الخاصة بفصل الشتاء تتمحور بصفة خاصة حول تلك المراكز، مضيفة أن هناك فترتين لسفر الجزائريين خلال فصل الشتاء: أولها ممثلة في أواخر شهر ديسمبر حيث يحرص البعض على تمضية احتفال آخر السنة بمكان ما خارج الوطن وعادة ما يكون الطلب كثيرا على أوروبا، وكذا دبي وماليزيا وتركيا، كما أن هناك فترة العطلة الشتوية التي عادة ما تفضل بعض العائلات الجزائرية تمضيتها بمراكز إعادة اللياقة والعلاج بمياه البحر بدول مثل المغرب وتونسوتركيا، مشيرة إلى أنهم سجلوا منذ بداية شهر نوفمبر عددا لا بأس به من الطلبات على هذه الخدمات السياحية، وأن تركيا تبقى الأكثر طلبا إلى جانب تونس.