أكدت مصادر مطلعة، ل”الخبر”، أن أجهزة مخابرات عدد من دول أوروبية، كفرنسا وبلجيكا، طلبت من الجزائر معلومات حول الخلايا الجهادية النائمة على أراضيها، وتحركات هذه الخلايا في أوروبا وخطر تجنيد شباب “جهاديين” في صفوف التنظيم الإرهابي “داعش”. في السياق ذاته، دخلت مخابرات دول غربية في تنسيق مباشر مع السلطات السورية، من أجل تتبع “الجهاديين الأوروبيين” ضمن تنظيمي “النصرة” و”داعش” الإرهابيين. ويأتي دخول أجهزة المخابرات والاستعلامات الأوروبية في حالة استنفار لترصد الخلايا الجهادية النائمة، وتعقب “الجهاديين” الذين شرع عدد منهم في العودة إلى أوروبا وبلدانهم الأصلية، بسبب الخطر الذي أصبح يشكله هؤلاء على هذه الدول. وتقوم الجزائر بدور محوري في الحرب الجديدة ضد الإرهاب، في أوروبا، و”الجهاديين الأوروبيين” الناشطين في صفوف “داعش” و”النصرة” وباقي الفصائل المسلحة بسوريا والعراق، والذين يشكلون خطرا يهدد بمجازر شبيهة بما حدث في “شارلي إيبدو”، إذ تتوقع التقارير توسعها من فرنسا إلى كثير من الدول الأوروبية، التي قد تكون ميدانا لعمليات انتقامية أو استعراضية من “داعش”، وقد مكنت الاستعلامات الجزائرية نظيرتها الغربية من معلومات هامة حول نشاط “الجهاديين” فوق أراضيها. وأفادت تقارير رسمية بأن الجزائر قدمت قائمة بأسماء بما يتراوح بين 180 و200 مشتبه بهم في الانتماء لخلايا نائمة و”جهاديين” بعدة دول أوروبية. وأشار ذات المصدر أن الجزائر تمكنت من تحديد هوية ما لا يقل عن 100 إمام ينتشرون بأوروبا، خاصة بفرنسا وبلجيكا وهولندا وألمانيا، متورطون في تجنيد الشباب في “داعش”. وأضافت أن الجزائر أبلغت الأوروبيين أن أحد الشباب الذي جند بأوروبا، يتدرب حاليا في معسكر تابع لكتيبة “عقبة بن نافع” بتونس، وبالتحديد بأعالي جبال الشعانبي بمنطقة القصرين على الحدود مع الجزائر. من جانب آخر، أكدت مصادر مطلعة أن المخابرات الغربية دخلت بالفعل في تنسيق مع السلطات السورية، من أجل تتبع “الجهاديين” الذين تنقلوا من أراضيها إلى سوريا للقتال في صفوف “داعش”، خاصة أن السلطات السورية تملك قوائم هؤلاء، وتملك تقارير أمنية مفصلة حول نشاطهم وطرق تجنيدهم واتصالاتهم. وأضافت أن التنسيق بين الغرب وسوريا في موضوع “داعش” و”الجهاديين” يتم أيضا عن طريق ما وصفته “دول الممانعة”.