اعترف الرئيس المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية، محمد عبدو بودربالة، بأن المؤسسة تعاني من “خلل” كبير في مجال التسيير، كان وراء الانتقادات الموجهة إليها من حيث نوعية الخدمات أو التأخيرات المسجلة بالنسبة للرحلات المبرمجة، وهو ما يفرض على المؤسسة رفع تحديات تسمح لها بالإبقاء على حظوظها في المنافسة مع الشركات الأجنبية المتخصصة في النقل الجوي. كشف المتحدث، أمس، بمناسبة الندوة الوطنية لممثلي الجوية الجزائرية، أن غالبية الشكاوى المقدمة من قبل المواطنين والزبائن تتعلق بالتأخر عن مواعيد الرحلات، حيث سجلت 41 في المائة من الرحالات تأخرا بلغ في المتوسط ساعة و7 دقائق، وبررّ هذا الأمر بالتسيير السيئ بالإضافة لضعف إمكانات الشركة التي وصفها ب«المتوسطة”، مضيفا “يكفي أن تتعطل طائرة واحدة لتؤثر على كل السلسلة وتؤدي إلى تسجيل تأخر”، في حين قال إنه في دول أخرى توجد دائما طائرة أو طائرتان تستعمل في حالات استثنائية معينة لتفادي التأخر. وعلى هذا الأساس، أوضح الوافد الجديد على رأس الخطوط الجوية الجزائرية أن 68 في المائة من الشكاوى المرفوعة من طرف الزبائن تتعلق بالرحلات المتأخرة و14 في المائة متعلقة بالرحلات الملغاة. ورغم أنه قال إنه لا توجد أي شركة للنقل الجوي تلتزم بالمواعيد بنسبة 100 في المائة، إلاّ أنه أوضح أن المعايير الدولية تتراوح ما بين 75 إلى 80 في المائة، وهي نسب بعيدة عن الأرقام المسجلة من قبل الجزائرية إذ تقدر بحوالي 50 في المائة. وشدد بودربالة على أن المعطيات الحالية تُلزم القائمين على المؤسسة إعادة النظر في المنظومة إجمالا، بالإضافة إلى كل السلسلة المتدخلة في نشاط المؤسسة، من أجل رفع الاختلالات ذات العلاقة بالعامل البشري أو التقني على السواء، قصد بلوغ “التسيير المثالي”، إذ تعيش الخطوط الجوية الجزائرية في المرحلة الحالية، رغم النتائج المالية المسجلة، فترة حرجة خاصة بالنسبة للمنافسة التي تفرضها المؤسسات الأجنبية المتخصصة في النقل الجوي على حصة السوق، وإرجاع السمعة التجارية الحسنة للمؤسسة على الصعيد المحلي والخارجي. من ناحية مقابلة، قال المسؤول ذاته إن الخطوط الجوية الجزائرية سجلت خلال السنة الماضية رقم أعمال جيدا بلغ 76 مليار دينار، وهو ما يمثل ارتفاعا بنسبة 10 في المائة بالمقارنة مع السنة التي سبقتها، وأضاف أن الأسطول الجوي سيتدعم قريبا بأربع طائرات جديدة لتحسين مستوى الخدمات، لاسيما أن ذلك يتزامن مع التحضير لموسم الاصطياف وكذا الحج والعمرة. وخلال تطرقه إلى الحركة الاحتجاجية التي شهدها قطاع النقل الجوي مؤخرا، أكد محمد عبدو بودربالة أن إيجاد الحلول الودية لها يعتبر من أبرز الأولويات، وقال إن أبواب الحوار مع عمال المؤسسة تبقى مفتوحة للاستجابة لمطالبهم، باعتبارها الخطوة لتحسين أداء الجوية الجزائرية على مختلف الأصعدة.