أعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانوال فالس أمس استحداث هيئة جديدة للحوار مع مختلف شرائح الجالية المسلمة التي من شأنها توسيع المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الذي أسسه ساركوزي عندما كان وزير الداخلية سنة 2003. الهيئة الجديدة للحوار ستفتح الأبواب أمام مختلف الشرائح من الإطارات والناشطين في المجتمع المدني، إلى جانب مجموعة من عمداء المساجد الكبرى، ليصل عددها بذلك إلى 150 عضو، وهي الهيئة التي ستسمح بجمع كل الفيدراليات الموجودة بفرنسا، علاوة على تلك الممثلة لبلدان الجزائر والمغرب وتركيا التي تشكل النواة الأساسية للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الذي يضم حاليا 900 مسجد فقط، توجد من بينها 554 تابعة لفيدرالية مسجد باريس الكبير من أصل 2300 مسجد موزع على التراب الفرنسي. وتحدث الوزير الأول الفرنسي مانوال فالس حول مسألة تمويل بناء المساجد بفرنسا التي تعهد بأن تكون على عاتق الدولة الفرنسية وليس على حساب الدول الأجنبية، معرجا في السياق ذاته على قضية تكوين المرشدين والأئمة داخل السجون الذين ستتحمل مصاريفهم الدولة الفرنسية، مقدمة تكوينا بشهادات جامعية فرنسية من أجل محاربة كل أنواع التطرف. للعلم فإن هناك 1800 إمام بفرنسا، كما يوجد 300 مسجد قيد الإنجاز في شكل ورشات مفتوحة تبلغ تكلفة بناء كل واحد مليون ونصف مليون أورو، ما يستدعي توفير غلاف مالي يقدر بمليار أورو على مدى 3 سنوات. تجدر الإشارة إلى أن الهيئة الجديدة انطلقت أشغالها داخل ورشات مغلقة ارتكزت على 4 محاور جوهرية، أهمها محاربة التطرف وتوفير الأمن وحماية المساجد، إلى جانب مسألة تنامي أفعال الإسلاموفوبيا وصورة الإسلام في فرنسا، بالإضافة إلى بناء وتسيير المساجد وتكوين المرشدين والأئمة، وكذا ممارسة الطقوس الإسلامية كعملية النحر وتخصيص مساحات دفن المسلمين بفرنسا ،كما حضر نخبة من ممثلي الجالية المسلمة بفرنسا، على رأسها رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية دليل أبوبكر ونائبه، والرئيس المقبل لهذه الهيئة أنوار كبيبش الذي قدم حوصلة عن أشغال الورشات.