ولد العلاّمة محمّد بن العربي أبي شنب عام 1869م في مدينة المدية بناحية تاكبو عين الذهب، وكان والده من أهل اليسار وأعيان الزّارعين مشغلاً بأراضيه وأملاكه الخاصة. نشأ محمّد بن أبي شنب في حجر والديه موقّرًا مقدّمًا على إخوانه وأقرانه، معتنى به من قبل أهله وذويه، وذلك لما كان من الكياسة والاستقامة في الرّأي، ولمّا بلغ سن التميّز ألحقه والده مع شقيقه أحمد بالمكتب القرآني فأخذ القرآن عن شيخه أحمد بارماق، ثمّ اشتغل بعد ذلك بالدرس وتعلّم اللغة الفرنسية بالمكتب الابتدائي بالمدية، إلى أن حصل على شهادته فارتقى إلى المدرسة الثانوية، فقرأ ما شاء الله أن يقرأ حتّى تشبّع بالمعلومات فتخرّج فيها متحصلاً مبادئ حسنة من علم الجغرافية والتاريخ واللغة والحكمة والحساب والطبيعيات وغيرها، وبمدارسة هذه العلوم تربت في نفسه ملكة الذّوق العلمي فاشتاقت روحه إلى الاستزادة من العلم والتمكن منه. سافر الشّيخ منفردًا بنفسه من المدية إلى العاصمة عام 1886م، فالتحق وسلك في مسلك طلبة المدرسة العادية ثم مدرسة المعلمين ببوزريعة من أرض الجزائر، ثمّ عمل على المطالعة وكان لا يتخلّف عن الدروس، ثمّ عيّن معلّمًا بالمكتب الرّسمي في قرية سيّدي عليّ قرب المدية ثمّ بمكتب الشّيخ إبراهيم فاتح الرسمي بالجزائر. وبعدها تقلّد عدّة مناصب علمية في قسنطينة والعاصمة،كما أنّه تخصّص في تعلّم اللّغات الأجنبية كالفرنسية والإيطالية والإسبانية والألمانية واللاتينية بالإضافة إلى العبرانية. *إمام مسجد ابن باديس – الجزائر الوسطى