ما حكم مَن نسي صلاة الوِتر على أمل أدائها بعد قيام اللّيل؟ الوِتر آكَد السُّنن المؤكّدة، ويستحبّ أن يجعل الوِتر آخر النّوافل الّتي يُصلِّيها باللّيل، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “اجعلوا آخرَ صلاتكم باللّيل وِتراً”. وهذا إذا تيقّنَ استيقاظه آخر اللّيل فيستحبّ له تأخير الوِتر لآخر اللّيل، فإذا خشي ألاّ يستيقظ للوِتر آخر اللّيل فيستحبّ أن يوتر قبل النّوم، لحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن خاف منكم ألاّ يستيقظ من آخر اللّيل، فليوتر مِن أوّله وليرقد، ومَن طمع منكم أن يستيقظ من آخر اللّيل فليوتر مِن آخره” أخرجه مسلم. وإذا نام عن الوِتر أو نسيه، فإنّه يُصلِّيه إذا ذكره أو أصبح لقوله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن نام عن الوِتر أو نسيه، فليُصلِّ إذا أصبح أو ذكره”. والله أعلم. سيّدة تسأل عن حكم نزع شعر الحاجبين؟ قال الله تعال “وَمَا آتَاكُم الرَّسولُ فخُذُوهُ وما نهاكُم عنهُ فانتَهُوا” الحشر:07، وقال سبحانه وتعالى “يا أيُّها الّذين آمنوا أطيعوا اللهَ وأطيعوا الرّسولَ” النساء:59، وقال جلّ وعلا “فلاَ وَرَبِّكَ لا يُؤمنون حتّى يُحَكِّمُوك فيما شَجَر بينَهُم ثمّ لا يَجيدوا في أنفُسِهِم حَرَجاً ممّا قَضَيْتَ ويُسَلِّموا تسليماً” النساء:65، وقال عزّ وجلّ “قُل إن كُنتُم تُحِبُّون اللهَ فاتَّبِعوني يُحْبِبْكُم اللهُ” آل عمران:31، فطاعة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم واتّباعه والعمل بما جاء به، واجب على كلّ مسلم يرجو الرّحمة والمغفرة ودخول الجنّة، ولقد ضلّ وخسر خُسراناً مُبيناً مَن يفرّق بين الكتاب والسُّنَّة فيعمل ويؤمن بما جاء به القرآن، ويهمل ما جاء في السُّنَّة، قال تعالى “فَلْيَحْذَرِ الّذين يُخالِفون عن أمْرِه أن تُصيبَهُم فِتنة أو يُصيبَهم عذاب أليم” النور:63. وفي مسألة النَّمَص قال صلّى الله عليه وسلّم: “لعن الله النامصة والمتنمّصة”، واللعنة هي الطرد من رحمة الله تعالى، فالنّمص أو نزع شعر الحاجبين مُحرَّم، والشعر الّذي يدخل في مسمّى الحاجب عُرفاً يُحرَم نزعه، ولو أمر الزّوج بذلك –كما تتحجّج كثير من النّسوة-، فقد قال صلّى الله عليه وسلّم: “لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق”، ويجوز للزّوجة أن تتزيّن بما أحَلّ الله من أنواع الزينة، وما أكثرها، فضلاً عن التزين بكريم الأخلاق وطيب الكلام وحسن الأفعال، والله الموفق.