باتت مهمة وفاق سطيف في المرور إلى الدور نصف النهائي لرابطة أبطال إفريقيا، شبه مستحيلة، بعد هزيمته، سهرة أول أمس، بملعب أم درمان ضد المريخ السوداني بثنائية نظيفة، وهي النتيجة التي جعلت الزعيم السوداني يحتل الوصافة وراء المتأهل اتحاد الجزائر، في حين ركن الوفاق إلى المرتبة الثالثة قبل جولتين عن نهاية السباق. كما كان منتظرا، عمد المدرب خير الدين ماضوي للعب ورقة الدفاع منذ بداية اللقاء، ما جعل المريخ السوداني يدخل مباشرة في أجواء المقابلة، ويندفع بقوة نحو مرمى العائد خضايرية، فقد فرض السودانيون سيطرة واضحة منذ بداية اللقاء، وشنوا حملات هجومية متوالية، أربكت في مرات عديدات رفقاء لعروسي الذي أقحمه المدرب لتعزيز القاطرة الخلفية، وظلت بداية اللقاء على هذا النحو وبشيء من الندية من طرف عناصر الوفاق. وتواصل ضغط المحليين أمام خرجات محتشمة جدا لعناصر الوفاق، ولولا خضايرية الذي صدّ كرة حاسمة في الدقيقة 20، لكان للقاء منعرج آخر، إلا أن الهجمات والعزيمة التي كانت تحدو رفقاء اللاعب مدينة كللت في الشوط الأول بمنح ضربة جزاء وبطاقة صفراء لخضايرية، وهي الضربة التي حوّلها علاء سيف إلى هدف أول أشعل مدرجات مكتظة عن آخرها، في الدقيقة 43، لينتهي الشوط الأول وسط انفلات للأعصاب فوق المستطيل الأخضر، استدعت تدخل الهادئ ماضوي لإعادة الأمور إلى سكتها وسط احتجاجات عنيفة من لاعبي الوفاق ضد الحكم الغاني جوزيف أودارتي لامبتي، الذي طرد اللاعب رياض كنيش في نهاية الشوط ببطاقة حمراء. أما الشوط الثاني، فقد عرف محاولات رفقاء دلهوم، على قلة عددها، لعب التمريرات الطويلة في ظهور المدافعين السودانيين، تجاه رأسي الحربة في الشوط الثاني بن يطو وزياية، مقابل محاولات أخرى للمريخ السوداني الذي ظل يبحث عن الهدف الثاني لقتل المباراة، بدليل هجماته العديدة والمتوالية التي صدت باستماتة دفاع الوفاق، الذي تحمّل عبئا ثقيلا جدا، أرغمه على تحمّل ضربة جزاء ثانية لا تقل قسوة عن بطاقة كنيش. ولحس الحظ أن القائم رد الكرة، التي حاول الوفاق إسكانها في شباك المريخ في لقطة حاشي، الذي حالت أنانيته المفرطة دون تعديل النتيجة في الدقيقة 67، وسوء طالع زياية والعلو النسبي لكرة بن يطو، وهذه تقريبا مجمل محاولات رفقاء دلهوم، إلى أن جاءت الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع التي عرفت تسجيل هدف أوكرا الذي أدخل الوفاق نفقا مظلما وجعل الفريقين يفترقان على نتيجة (2/0) للمريخ. الوفاق لا يتحكم في مصيره بهزيمته في أم درمان السودانية، وعجزه عن العودة بنتيجة إيجابية، يكون وفاق سطيف قد وضع مصيره بشكل نهائي بين أرجل لاعبي نادي مولودية العلمة، متذيل الترتيب واليائس من المرور، واتحاد العاصمة المتصدر الذي ضمن المرور باكرا، حيث بات على الوفاق الفوز بنقاط مباراتيه ضد الاتحاد والمولودية، ثم انتظار خدمة تقدم من الناديين للإطاحة بالزعيم السوداني، خاصة مولودية العلمة التي ستستقبل المريخ، في حين سيتنقل الوفاق لمقابلة اتحاد بالعاصمة. التحكيم كارثي في نظر الوفاق.. وعادل في تقدير المريخ رأى الطاقم الفني لوفاق سطيف، أن التحكيم الذي أداره الحكم الغاني جوزيف أودارتي لامبتي، كان كارثيا بأتم معنى الكلمة، ما بدا من خلال تصريحات نقلتها مواقع رياضية عن مساعد المدرب بلخير رياض الذي تحدث عن كارثة التحكيم قائلا “النقطة السوداء في المباراة هي التحكيم، لقد كان كارثيا، فلو كان التحكيم جيدا لفزنا بالمباراة، فنحن أبطال إفريقيا وتمنينا أن نلعب 11 لاعبا ضد 11، لكن الحكم أراد شيئا آخر”، فالوفاق طار إلى السودان من أجل العودة بالزاد كاملا، حسبه، إلا أن اللعب بعشرة لاعبين يعد أمرا شاقا جدا على الجميع. ورغم هذا، بدا المتحدث متفائلا، مطالبا لاعبيه بالتركيز على ما تبقّى من عمر المنافسة. وفي الوقت الذي وصف طاقم الوفاق التحكيم بالكارثة، أعرب مدرب المريخ السوداني الفرنسي دييغو غارزيتو عن رضاه التام عما أداه الحكم الغاني قائلا إنه كان حكما جيدا وضربات الجزاء كانت شرعية. أداء الوفاق لم يقنع أنصاره تمنّى مئات المناصرين الذين شدت أنظارهم مباراة، ليلة أول أمس، أن يظهر الوفاق بوجه أكثر تشريفا للنادي وللكرة الجزائرية، حتى ولو خسر اللقاء، فقد لاحظ الجميع قلة التنسيق بين الخطوط، ومحدودية عدد التمريرات بين لاعبي الوفاق الذي فرضت عليهم سيطرة مطلقة، جعلت أغلب فترات اللقاء تلعب في منتصف ملعب الوفاق. وأضاف بعضهم ل “الخبر”، بأن الوفاق بدا ضعيفا جدا، خاصة في الهجوم، بدليل أن مهاجمي الوفاق لم يفتكوا ولو ركنية واحدة في كل فترات اللقاء. وبهذا يكون المدرب خير الدين ماضوي الذي تلقى بدوره سيلا من الانتقادات، خاصة مع التغييرات المستمرة في التشكيلة الرئيسية التي يتغير فيها في كل لقاء تقريبا 4 إلى 5 لاعبين، وهذا يؤثر على المردود الذي يجب أن يكون أحسن أمام لقاء، السبت المقبل، ضد مولودية وهران في إطار الجولة الافتتاحية للبطولة.