شكلت عودة أحمد أويحيى إلى قيادة الأرندي، بعد استقالة سلفه عبد القادر بن صالح، فرصة للرجل لكي يسجل عودته للساحة الوطنية عبر بوابة واسعة هي تحالف أو قطب يجمعه مع الأفالان وحزبي “تاج” والحركة الشعبية الجزائرية. وظنا منه أن مبادرته هي بمثابة عربون صداقة للغريم الدائم، خرج سعداني عن صمته مقترحا على أويحيى التريث ووجوب تقييم تجربة التحالف الذي “لم يعد بالفائدة” على الحزب العتيد.. مشيرا في هذا الصدد إلى بقاء رئاسة الحكومة في عصمة الأرندي بدل الأفالان، حزب الأغلبية. كما أمعن سعداني في تبديد حظوظ أي تحالف قادم مع أويحيى، بالكلام عن غياب الانسجام وتطابق وجهات النظر بين الحزبين فيما يخص الطريقة المثلى للتعامل مع المعارضة التي تشتكي من التضييق عليها من جانب السلطات العمومية، مخافة تعزيز امتدادها في الأوساط الشعبية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد. بالنسبة لسعداني، فإن “مبادرة التحالف التي يطرحها أويحيى تكرس التصادم مع المعارضة، وتتجاهل كافة من ساند الرئيس، من أحزاب صغيرة ومنظمات وشخصيات، فضلا عن أن الأفالان “يريد تهدئة الخواطر وإرساء قنوات حوار واتصال جاد معها.. لأن وجود معارضة قوية مكسب للبلاد ويعزز الممارسات الديمقراطية”، على حد رأيه. بالمقابل، يعترف الأرندي بأن خرجة سعداني شكلت صدمة لقيادته، خاصة وأن أويحيى كان يتحدث عن المشروع بنبرة الواثق من قبول الأفالان به، وهو ما جعله يسحب مقترحه إلى غاية توفر الظروف الملائمة لإعادة عرضه على النقاش مع سعداني، في لقاء منتظر بين الرجلين بعد انتهاء هذا الأخير من ترتيب أوراق مكتبه السياسي في النصف الثاني من شهر سبتمبر القادم. وفي هذا الصدد، أوضح شهاب الصديق، الناطق باسم الأرندي، بأن “الأرندي لا يزال وفيا لالتزاماته السياسية ولكل ما يجمعنا مع كل من يدعم المسار الإصلاحي والتقويمي وبرنامج السيد رئيس الجمهورية بلا أي طموح”، مبديا تفاؤله بإمكانية “حدوث لقاء بين قيادتي الأرندي والأفالان مستقبلا”.