كلنا نهوى السباحة لكن الكثير منا لا يتقنها، رغم أن تعلم هذه الرياضة في متناول الجميع. السباحة ضرورية لكل واحد منذ الصغر، لأنها كلها فوائد، فهي تساعد على استقامة الجسم وامتداد العمود الفقري واكتساب طول النفس والتمتع باللعب في الماء وقطع مسافات والنجاة من الحوادث التي يمكن لأي واحد أن يتعرض لها في كل وقت كالفيضانات أو أثناء التبحر أو عبور واد أو غيرها. كل سنة يتم تسجيل مئات الموتى من شباب وأطفال وكهول في البحر أو في الوديان أو في السدود أو حتى في المسابح العمومية، لأن أغلب هؤلاء لا يتقنون السباحة من جهة، زائد اللامبالاة والمغامرة وعدم المسؤولية. ينبغي على الإنسان أن يتعلم العوم في سن مبكرة وهذا بمساعدة الأشخاص الذين يتقنون هذه الرياضة وعدم المغامرة أبدأ في التعلم لوحده، لأنه غالبا يجهل بعض الأمور التي يكتسبها الإنسان مع الوقت لينقلها لغيره. إن السباحة تقوّم الجسم وتصحح بعض التشوهات وتشفي الآلام، كما تساعد على مقاومة الربو (الضيقة) وتوسيع القصبات التنفسية وتقوي العضلات وتقوّم العظام وتكافح السمنة. تصل القدرة التنفسية عند الشخص الذي يمارس السباحة باستمرار 6 لترات من الهواء، بينما لا تتعدى 3 لترات عند الذي لا يمارسها وأقل من ذلك بكثير عند المصابين بضيق التنفس. السباحة توفر الراحة والطمأنينة وقوة التركيز وتسرح العمود الفقري وتسمح بمرونته وتقويمه، كما تقوي الرئتين وتوازنهما وتزيد من سعة القصبات التنفسية التي تتسع ويزيد نفوذها أكثر مما كانت عليه. لا تتردد في تعلم السباحة مهما كان سنك، ويمكنك منذ اللحظة الشروع في ذلك حتى تتمتع بحلاوة هذه الرياضة التي تعود بفوائد عديدة على من يمارسها، ولا تنسى تعليم أولادك منذ صغرهم، حيث يكون تعلمها أسهل والرسول (ص) أوصانا بذلك. لكن لا تغامر أبدا مهما كنت تتقن هذه الرياضة في الابتعاد عن الشاطئ أو السباحة لوحدك أو ترك أولادك الصغار يسبحون لوحدهم، لأن البحر لا يرحم وحتى السد أو الوادي أو البحيرة أو حتى بركة ماء لا تثق فيها أبدا.