ذهب الإعلام الفرنسي بعيدا في القضية الجديدة للاعب كريم بن زيمة، المصنفة في خانة “الفضائح”، حين تحول نجم ريال مدريد الإسباني إلى متهم في قضية مساومة ماتيو فالبوينا، زميله في المنتخب الفرنسي. لم تخرج الصحافة الفرنسية عن القاعدة في طريقة معالجة فضيحة أي نجم كروي “فرنسي” من أصول جزائرية، بدليل أن القضية الجديدة للاعب كريم بن زيمة جعلت التحاليل تصب في سياق محاولة “فهم” تصرف اللاعب “غير الطبيعي” في نظر الإعلام الفرنسي، قياسا بنجومية بن زيمة والمكانة التي بلغها بفضل كرة القدم، والتي يفترض، في نظر هؤلاء، أن تجعله يحدث القطيعة مع ماضيه، في إشارة إلى نشأته في الأحياء الفرنسية الفقيرة. وجاء حديث الصحافة الفرنسية مع بعض وكلاء اللاعبين، لتسليط الضوء على “بن زيمة الضحية”، غير أن عمق التحاليل حملت إيحاءات واضحة بأن بن زيمة لم يتخلص من عقدة “الأحياء الفقيرة” بفرنسا، التي تعج بالمغاربة على غرار الجزائريين والتوانسة، بدليل أن الإعلام ربط علاقة كريم بن زيمة بصديق الطفولة، كريم زياتي، مع الإشارة إلى أصول زياتي التونسية، بينما لم يغفل الإعلام الفرنسي التذكير بأن بن زيمة بقي “وفيا” لوكيل أعماله كريم جزيري منذ 17 سنة، من باب علاقة الصداقة التي تربط الرجلين من أصول “مغاربية”. طريقة معالجة الإعلام الفرنسي لقضية بن زيمة، وتسليط الضوء أيضا على قضايا سابقة مثل قضية زهية وقيادته سيارته بسرعة فائقة، ثم من غير رخصة سياقة، والإشارة إلى أصول اللاعب بن زيمة حين يتعلق الأمر بفضيحة، والاكتفاء بالإشادة به واعتباره فرنسيا خالصا حينما يتألق كرويا مع المنتخب الفرنسي، مؤشر قوي على أن الإعلام الفرنسي يتعامل بنفس المنطق مع اللاعبين مزدوجي الجنسية، حيث يأخذ من هؤلاء كل ما هو إيجابي لينسب إلى فرنسا، ويتم إلصاق كل “فضائحهم” بأصولهم، وهو ما حدث أيضا مع النجم زين الدين زيدان الذي تم اعتباره فرنسيا خالصا ومفخرة لكرة القدم الفرنسية خلال كل مشواره، خاصة حين أهدى فرنسا كأس العالم الوحيدة، غير أن ذات الإعلام ذكر مرة واحدة بأصوله الجزائرية، حين اعتدى برأسيته الشهيرة على الإيطالي ماتيرازي. بيان مساندة للنادي الملكي وأصدر نادي ريال مدريد الإسباني بيانا لمساندة كريم، أكد فيه أن الرئيس، فلورينتينو بيريز يقدم “كامل دعمه وثقته” في براءة اللاعب من تهم التورط في عملية ابتزاز مواطنه ماتيو فالبوينا بفيديو إباحي الموجهة له. وأشار النادي الملكي، في بيان صادر عنه، إلى أن بن زيمة استأنف “مساء أمس تدريباته في المدينة الرياضية بعد أن أدلى بأقواله أمام السلطات الفرنسية”. وأوضح البيان: “عقد رئيس ريال مدريد، فلورينتينو بيريز، لقاء مع اللاعب، أعرب له فيه عن كامل دعمه وثقته في حسن نواياه وبراءته”. وأضاف أن النادي “يثمن التزامه المهني وروح الزمالة التي أظهرها، وسلوكه القويم داخل الفريق الأول خلال السنوات الست التي أمضاها في صفوف ريال مدريد”. الصحافة الإسبانية تبرئه ولقي بن زيمة المساندة أيضا من أغلب الصحف الإسبانية، وذهبت صحيفة “ماركا” الإسبانية إلى أبعد من هذا عندما نشرت، حسبها، الدليل الذي يؤكد براءة بن زيمة. وقالت الصحيفة إن بن زيمة لاعب لا يجري وراء المال، والدليل رفضه الانتقال إلي أرسنال الصيف الماضي بالرغم من رغبة الفريق بشدة في الظفر بخدماته. “ماركا” أكدت أن القاضي سيجعل كريم بن زيمة شاهدا وليس متهما، ولكن يجب أن يكون تحت أمر القضاء في أي وقت، حيث يمكن استدعاؤه في أي وقت لاستكمال التحقيقات، وهذا سيجعل ريال مدريد في خطر أن يتم استدعاؤه يوم مباراة مهمة، وهذا سيجعل بن زيمة في حالة تأهب كامل وذهنه مشتت باستمرار. كما أكدت الصحيفة الإسبانية أن نسبة سجن بن زيمة في تلك القضية تكاد تكون معدومة، لأن نوايا اللاعب لم تكن سيئة.