تمكنت قوات الامن التونسي من العثور على مخزن للاسلحة والذخيرة الحية بولاية مدنين "جنوب البلاد" و القبض على إرهابيين إثنين في عملية استباقية ذات "نوعية دقيقة" وكذا توقيف 44 عنصرا اثر مداهمات ليلية عبر مختلف جهات تونس حسب ما أفاد به بيان اليوم الاثنين لوزارة الداخلية. وأوضح نفس المصدر أنه تم خلال هذه العملية حجز "حزام ناسف وسلاحي كلاشينكوف و5 قذائف يدوية وعبوتين ناسفتين لتفخيخ السيارات وعبوة ناسفة وكذا حجز 31 صاعقا و9 مخازن سلاح كلاشينكوف و4 مخازن سلاح نوع فال و 270 خرطوشة كلاشينكوف". وقد بينت التحقيقات الاولية أن الارهابيين "إثنين" كانا يعتزمان استغلال هذه الأسلحة والذخيرة في عمليات "تخريبية "للمساس بأمن وسلامة البلاد. كما أكدت وزارة الداخلية توقيف 44 عنصرا ليلة الاحد والاثنين عقب مداهمات مست 282 منزلا في مختلف ارجاء البلاد يشتبه في انتمائهم الى تنظيم ارهابي . ومن جانب آخر أكدت رئيسة المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية والأمنية والعسكرية بدرة قعلول ان التفجير الانتحاري الذي استهدف حافلة للامن الرئاسي الأسبوع الماضي اثبت أن الخلايا الارهابية "لم تعد خلايا نائمة وانما خلايا مترصدة متمركزة داخل المدن تضرب كلما كانت الفرصة سانحة ". وأضافت رئيسة المركز في تصريح لها اليوم أن الخلايا الارهابية في تونس لها برنامج "طويل المدى", مشيرة الى ان الغاية من العملية الارهابية الاخيرة هي تبليغ رسالة مفادها "انهم متغلغلون داخل المجتمع وفي المدن وليسوا في الجبال فقط وأنهم قادرون على الضرب أينما أرادوا". وبعد ان ذكرت السيدة قعلول ان الارهاب مازال الي اليوم يستهدف قوات الأمن أكدت ان هذه الخلايا النائمة تتحين الفرص ل"ضرب المواطنين". كما حذرت المتحدثة من اعمال ارهابية أخرى في الأيام القادمة تنفذها العناصر "النسائية بواسطة احزمة ناسفة" وذلك بعد تضييق الخناق وتشديد الرقابة على العنصر الرجالي خاصة وأن شارع الحبيب بورقيبة يدخله في اليوم المئات من المواطنين ويصعب التدقيق فيهم جميعا وفق تعبيرها. وعلى صعيد آخر مازالت الجماعات المسلحة في ليبيا تقوم بإختطاف وحجز المواطنين التونسيين العاملين في هذا البلد كأداة للضغط على السلطات التونسية من اجل اطلاق سراح عناصرها المقبوض عليهم في تونس بتهم مختلفة. وفي هذا السياق ذكر الناشط الحقوقى والمهتم بالشأن الليبى مصطفى عبد الكبير اليوم أن عدد المواطنين التونسيين المختطفين بمنطقة "الزاوية " الليبية بلغ 11 تونسيا, مشيرا الى ان الهدف من اختطافهم هو اطلاق سراح شخص ليبى محكوم عليه بالسجن فى ولاية مدنين . واوضح الناشط الحقوقي في تصريح لوسائل الاعلام المحلية أن عملية الاختطاف طالت شيخ فى السبعين من عمره وابنه بداية الاسبوع الماضى وتواصلت الى يوم أمس الاحد باختطاف 4 عمال تونسيين من مصفاة الزاوية دون غيرهم من باقي الجنسيات. ويذكر أن التنظيم الارهابي "داعش" كان قد تبنى عملية تفجير حافلة الامن الرئاسي في العاصمة تونس الاسبوع الماضي والتي أسفرت عن مقتل 12 من عناصر الامن الرئاسي واصابة 17 شخصا بجروح.