توصلت وحدات حماية الشعب الكردية ومقاتلو الفصائل في حي الشيخ مقصود في مدينة حلب في شمال سوريا الى اتفاق السبت يتضمن وقفا لاطلاق النار، بعد ثلاثة اسابيع من الاشتباكات بين الطرفين، وفق ما اكد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "توصلت وحدات حماية الشعب الكردية وفصائل غرفة عمليات فتح حلب، التي تضم فصائل اسلامية ابرزها جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) وحركة احرار الشام الى اتفاق يتضمن وقفا لاطلاق النار في حي الشيخ مقصود" ذي الغالبية الكردية في مدينة حلب. واوضح عبد الرحمن ان الاتفاق يأتي بعد "نجاح وساطات محلية في التوصل الى تهدئة على خلفية الحصار والقصف الذي تعرض له الحي منذ اندلاع الاشتباكات قبل ثلاثة اسابيع". وقرر الطرفان وفق الاتفاق الموقع بينهما والذي نشرته وكالة انباء كردية محلية "تشكيل لجنة عسكرية من كلا الطرفين لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه"، على ان يدخل حيز التنفيذ عند الثامنة من مساء السبت (18,00 ت غ). وقالا ان اتفاقهما ياتي "حقنا للدماء واستجابة لمبادرة اطلقها مجلس الشورى والصلح في حلب". وشهد حي الشيخ مقصود معارك بين الطرفين، بدأت نهاية الشهر الماضي على خلفية اشتباكات اندلعت في بلدة اعزاز، اثر هجوم لجبهة النصرة وحلفائها على نقاط تابعة ل"جيش الثوار" الذي يقاتل الى جانب وحدات حماية الشعب الكردية. ولدى تدخل الاخيرة لمساندة حليفها، ردت الفصائل الاسلامية باستهداف حي الشيخ مقصود ذي الغالبية الكردية في حلب. ويقاتل "جيش الثوار" الى جانب المقاتلين الاكراد في صفوف "قوات سوريا الديموقراطية" التي تحظى بدعم اميركي وتمكنت من السيطرة في الشهرين الاخيرين على مساحات واسعة في شمال شرق سوريا بعد طرد الجهاديين منها. وباتت "قوات سوريا الديموقراطية" والتي اعلنت فصائل عدة في حلب استعدادها للقتال الى جانبها الشهر الماضي، ممثلة في "مجلس سوريا الديموقراطي" الذي يشكل المعارض البارز هيثم مناع احد رئيسيه. ويطرح هذا المجلس السياسي نفسه كقوة لا يمكن تجاوزها في المفاوضات المرتقبة بين النظام والمعارضة الشهر المقبل بعدما حققت ذراعه العسكرية انجازات ميدانية عدة.