الاسم أحمد، اللقب روبي، المهنة مربي أجيال، الرصيد أزيد من 40 سنة قضاها في مجال التربية والتعليم، مربيا ومعلما ونقابيا فذا.. مسيرة كفاح طويل، لم تكن كلها ورود، ومع ذلك تجده اليوم بعد كل هذا العمر، عندما يتحدث البعض عن حصاد السنين يقول بكل تواضع: “تلاميذي في كل مكان، وهم أبناء لي تركتهم في كل قرية في وكل واد”. آثرنا هذه المرة تخصيص “بورتري” لمربي الأجيال أحمد روبي الذي لايزال إلى اليوم ورغم مرور أزيد من سنتين على إحالته على التقاعد، يحمل في جرابه الكثير من العطاء للمهنة التي اختار أن يبقى مدافعا عن أصحابها إلى اليوم، فأسس المكتب الولائي لمتقاعدي التربية لولاية المسيلة، إذ يقول إن هذه الفئة عانت الكثير، ولابد لها من تنظيم يعترف لها ولو بالقليل مما قدمته. ولعل الحديث في هذه العجالة عن مربي الأجيال أحمد روبي يأتي من باب العرفان بالجميل لما قدمه هذا الأخير ولايزال من أجل النهوض بالمهنة وأصحابها على امتداد سنين عمله التي فاقت الأربعة عقود بقليل، إن في مجال نشر رسالة التربية والتعليم أو من خلال العمل النقابي. ومازال سي أحمد، كما يحلو للمئات من تلاميذه مناداته كلما سنحت الفرصة للقائهم به، يذكر يوم ألقى كلمة عندما تم تكريمه من طرف زملائه بمناسبة خروجه إلى التقاعد، قال فيها إنه سعد كثيرا بحضور العشرات من الزملاء والتلاميذ لاحتفالية تكريمه، وكانت الدموع سبيلا لترجمة تلك السعادة التي غمرته في تلك اللحظة، والتي استشعر من خلالها أن جهد السنين لم يذهب هباء، كما يقول. ولم يكن التقاعد بالنسبة للرجل نهاية مسيرة ولكن بداية لانطلاقة جديدة، ودور آخر جديد في الحياة، وهو ما دأب عليه سي أحمد الذي وبدلا من الركون إلى الراحة على غرار الكثير من زملاء المهنة، أبى إلا أن يُشمر عن ساعديه مرة أخرى مؤسسا جمعية محلية تعنى بشؤون متقاعدي القطاع وتدافع عن حقوقهم، واحد من بين أهدافها لمّ شمل مئات الخبرات التعليمية واستثمارها لنقلها للأجيال الجديدة، هذه هي فلسفة أحمد روبي.