لم تول وسائل الإعلام المغربية اهتماما كبيرا لقرار السلطات الجزائرية التحفظ على سفر عدد كبير من الرعايا المغاربة عبر أراضيها إلى ليبيا، فيما تناقلت بعض المواقع الإلكترونية الخبر، منتقدة معاملة السلطات لهؤلاء “العابرين”، ورأت أنه مساس بقواعد حسن الضيافة. ويبدو أن صمت السلطات المغربية، وتأخر انتشار “الخبر”، وتزامن تفجر القضية مع نهاية الأسبوع حيث تحتجب الصحف، ساهم في قلة التركيز الإعلامي على هذه القضية. وعلى موقع صحيفة “العلم”، لسان حال حزب الاستقلال الذي يخصص يوميا تقارير معادية للجزائر، لم تتم الإشارة للقضية، مثله مثل موقع محطة التلفزيون الفرانكو مغربية ميدي سات. غير أن المواقع الإلكترونية التقطت المعلومة، وتناولتها بالتعليق والتحليل، مشككة في أغلبيتها في نوايا الجانب الجزائري، واستغرب موقع “306 مغرب” مثلا، تولي السلطات الجزائرية دورا ليس من صلاحياتها، “فقرار منع الدخول إلى التراب الليبي يخضع لتقدير لسلطات طرابلس وليس الجزائر”. وقال الموقع إنه لا يوجد مبرر لاحتجاز هؤلاء الرعايا المتوجهين إلى أعمالهم في ليبيا، ما داموا يحوزون على وثائق رسمية، مضيفا أن السلطات الجزائرية بررت في مرحلة أولى عملية الاحتجاز بكونهم مهاجرين غير شرعيين، قبل أن تعيد النظر في روايتها، من خلال التلميح إلى خطر التحاق هؤلاء بتنظيم داعش. وقال إن المبرر الأمني غير مقنع، ما دام هؤلاء الرعايا اجتازوا إجراءات السفر في مطار الدار البيضاء دون مشاكل. وأشار الموقع أن سوء معاملة هؤلاء الرعايا يضاف إلى سوء استقبال الوزير الأول السابق عبد الرحمن اليوسفي في ديسمبر الماضي أثناء تنقله للجزائر للمشاركة في مراسم جنازة رئيس ومؤسس الأفافاس حسين آيت أحمد. ولم يشر الموقع إلى الأسباب التي دفعت هؤلاء الرعايا إلى السفر للجزائر بدل وجهات أخرى مثل تونس، كما لم ينقل أي شهادات عن سوء معاملة، أو تجاوز في حق الرعايا المغاربة. وسمح الموقع بنشر تعليقات أغلبها تسيء للجزائر وتتهمها بالمساس بقواعد حسن الضيافة، والدعوة لقطع العلاقات الثنائية، وذهب أحد المعلقين، وأغلبهم مجهولو الهوية، إلى حد المطالبة بإغلاق السفارة الجزائرية ومنحها لإسرائيل. غير أن بعض التعليقات حولت هجومها للخطوط الملكية المغربية، التي لا تقيم خطا جويا مباشرا بين البلدين، وفضلت فئة قليلة من المعلقين الدعوة لإنصاف الجزائر الخائفة، حسب أحدهم، من تحولها إلى قاعدة لتسلل الراغبين في الالتحاق بتنظيم داعش، ولعب دور تركيا. وسجل موقع “هسبرس” برقية تناول فيها استدعاء السفير المغربي من قبل السلطات الجزائرية، وعدم صدور رد فعل من الخارجية المغربية. ولم تختلف تعليقات متصفحي الموقع الإلكتروني المغربي عن تلك في موقع 360، وكلها تهاجم الجزائر مرفقة بتعليقات لجزائريين يدافعون عن قرار السلطات.