عبّر مفوض الأممالمتحدة الأعلى للاجئين، فيليبو غراندي، أمس، عن قلقه الشديد من مشروع الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة حول أزمة الهجرة، والذي ينص على إعادة مهاجرين إلى تركيا، بما في ذلك طالبو اللجوء السوريون، فقد قال غراندي أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ “أنا قلق جدا إزاء أي ترتيب يشمل إعادة أشخاص من دولة إلى أخرى بشكل عشوائي ولا يعطي تفاصيل حول ضمانات حماية المهاجرين بموجب القانون الدولي”. وقدمت تركيا اقتراحاً جديداً للمساهمة في حل أزمة الهجرة في أوروبا، ما دفع بالقادة الأوروبيين، أمس الأول، إلى تمديد القمة المنعقدة بين الطرفين في بروكسيل. وقال الناطق باسم رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، للصحافيين: “هناك اقتراح جديد. نعمل لفتح الطريق أمام تسوية هذه الأزمة”، وأضاف: “لم نحضر إلى هنا لكي نبحث قضايا المهاجرين فقط، بالطبع إن عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي قضية مطروحة بالنسبة إلينا أيضا”، متابعا “لشركائنا نوايا حسنة، ونحن لدينا كل النوايا الجيدة أيضاً ونريد جميعاً حل هذه المسألة والتوصل إلى توافق”. وقال مسؤول أوروبي كبير إن القادة الأوروبيين سيدرسون معاً “الأفكار الجديدة”، التي طرحتها أنقرة قبل أن يلتقوا رئيس الوزراء التركي، ما سيؤدي إلى تمديد القمة إلى ما بعد الموعد الذي كان محدداً. وأوضح رئيس الوزراء الإرلندي، أندا كيني، أن أحد المطالب التي طرحتها تركيا يتعلق بتسريع إجراءات منح المواطنين الأتراك تأشيرات دخول إلى دول الاتحاد الأوروبي. من جهته، انتقد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أول أمس، الاتحاد الأوروبي بسبب تأخره في دفع المساعدة المحددة ب3 بلايين أورو ل2,7 مليون لاجئ سوري يعيشون في بلاده لوقف تدفقهم على أوروبا، وقال في خطاب ألقاه في أنقرة: “مضت 4 أشهر وما زلنا ننتظر أن يمنحونا المساعدة”، وآمل أن “يعود رئيس الوزراء التركي الموجود حالياً في بروكسيل مع هذا المال”. في المقابل، قال الناطق باسم الحكومة اليونانية، جورج كريتسيس، أول أمس، إن بلاده ستفي خلال أسبوع بتعهداتها بإيواء 30 ألف مهاجر ولاجئ، وقال كريتسيس “بحلول 13 أو 15 مارس، ستكون اليونان وفت بأكثر من تعهداتها بشأن الاستيعاب لأعداد اللاجئين”، وأضاف “ستكون لدينا قدرة لاستيعاب 37400 شخص على الأقل في 15 مارس مقارنة بعدد 30 ألفاً الذي تعهدنا به”، وقال كريتسيس إن اليونان ستتيح المباني الموجودة والمخيمات كأماكن لإيواء 17400 شخص جدد بحلول الأسبوع المقبل. كما أعلن وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف، أن حوالي 150 لاجئ وصلوا إلى فرنسا، قادمين من مراكز تسجيل في اليونان، ضمن إطار البرنامج الأوروبي لتوزيع طالبي اللجوء على الدول. في سياق متصل، قال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كامرون، أول أمس، إن بلاده لن تنضم إلى نظام لجوء مشترك قد يطبقه الاتحاد الأوروبي، مضيفاً أن بلده ستتأثر بأزمة المهاجرين حتى لو صوّتت لصالح ترك الاتحاد الأوروبي في جوان المقبل. وقال كاميرون بعد وصوله إلى بروكسيل للمشاركة في القمة: “موقفنا راسخ بالقطع في اختيار الانسحاب من هذه الأمور. لا يوجد احتمال لانضمام بريطانيا لنظام مشترك للجوء السياسي في أوروبا”، وأضاف: “حتى خارج الاتحاد الأوروبي سنتأثر بأزمة الهجرة، لكن في نهاية المطاف سنحافظ على حدودنا وطريقتنا في التصرف، لأننا نمتلك الأفضل في المجالين”. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني إرسال 3 بوارج عسكرية للمشاركة في عمليات حلف الأطلسي للتصدي لتهريب المهاجرين في بحر إيجه.