افتتح، أول أمس، المعهد الثقافي الفرنسي بالجزائر، معرضا خاصا بالصور الفوتوغرافية، شارك فيه مصورون من الجزائر. حضر حفل الافتتاح سفير فرنسابالجزائر “برنارد إميي” الذي تقرّب من عدسة المصوّرين الشباب الذين قدّموا لوحات تحكي العديد من القصص من الجزائر العميقة. هي حكايات بالأبيض والأسود وأخرى بالألوان، أبدع في اختزالها مصورون شباب بضغطة زر الكاميرا التي جابت أرجاء المدن الجزائرية لتخلّد اللقطة واللحظة. فالمعرض الصغير هو فرصة للتقرب من عادات وتقاليد الجزائر، كما تحكي مشاركة المصور عبد العزيز ماندي الذي يحضر للمعرض بصورة عنونها ب “فناتازا”، وقد التقطها عام 2015 بولاية عين تموشنت لفرسان الأفراح والمناسبات الخاصة التي تنظمها المدينة، “رجال البارود والخيل” حسب الصورة هم ذاكرة الجزائر، وتذكرة الأصالة المهددة بالزوال في زمن العولمة بعدما بات من الصعب العثور على “خيالة” يحتفلون بالمناسبات العائلية، هذه الصورة شبه نادرة تستحق التخليد بصورة. قال المصور عبد العزيز ماندي ل”الخبر”، إنه التقط هذه الصورة خلال احتفال سكان المدينة بأول نوفمبر وذكرى الثورة. ويوضح ماندي الذي يمارس فن التصوير الفوتوغرافي منذ سنة 1994 أن فن الصورة هو “اللحظة أو تلك الأشياء التي لا نعيشها ونشهدها كل يوم، ولكل مصور وجهة نظر ورؤية خاصة في تلك اللحظة”. في معرض الصور، لاحظنا اهتماما كبيرا من طرف المصورين الجزائريين، بتخليد تلك اللحظات التي تجمع البساطة، فلم تكن عدسة المصورين الجزائريين، حسب هذا المعرض، مولعة بسرد ملامح التطور بقدر انجذابها باتجاه مظاهر التعب والبساطة والهدوء والاستسلام للعادات والتقاليد، كما تحكي صورة المصور أيوب لعسوس التي عنونها ب “البساطة” وقد التقطها عام 2015 بمدينة ورڤلة لرجل يجلس في غرفة صغيرة، كل شيء فيها يدفع نحو الشعور بالملل والإرهاق ويفسّر الطبقية في المجتمع، ولكنها هي الهدوء والسكينة والاطمئنان للمكتوب من جهة ثانية، فلا شيء يستحق الصخب في هذه الدنيا، كما تقول الصورة. وتؤكد ذلك صورة أخرى إلى جانبها، بتوقيع المصورة فضيلة شطابي الذي اختزلت الزمن والوقت في تجاعيد يد تحمل في يدها كريات صغيرة الحجم، كل ذلك يختزك الزمن والوقت والحياة. فالصورة حسب المصور الجزائري هي التقاليد بالدرجة الأولى، كما تقول ضغطة زر المصور حسني حنون، ليلتقط تجمع النساء والأطفال في الجنوب الجزائري “جانت” على إيقاعات موسيقى الڤناوي ورقصات التيندي. يجمع معرض الصور الفوتوغرافية بالمركز الثقافي، عدة أسماء ومصورين أبدعوا في فن الصورة، وتميزت كل صورة بالألوان ودقة اللحظة الذي كان العنوان الأبرز لها، كما في صور خليل كسايري و المصورة جميلة سلمى وزين الدين بلعيد وغيرهم من المشاركين.