قرر رجل الأعمال وصاحب المجموعة الاقتصادية “سيفيتال”، إسعد ربراب، تحويل غالبية أسهم مجمع “الخبر” إلى بورصة الجزائر. وقال ربراب إن “الجزائريين الذين يدافعون عن حرية التعبير بإمكانهم أن يصبحوا مساهمين في المجمع”. أعلن ربراب بنفسه، أمس، على صفحته على الفايسبوك، تحويل الأسهم على بورصة الجزائر، وكتب حرفيا باللغة الفرنسية: “قررت وضع غالبية رأسمال مجمع “الخبر” لدى بورصة الجزائر. كل الجزائريين الذين يدافعون عن حرية التعبير بإمكانهم أن يصبحوا مساهمين. وسنعين لجنة مراقبة مستقلة تسهر على تطبيق أخلاقيات المهنة”. وسيمكن قرار طرح الأسهم في بورصة الجزائر، من توسيع دائرة ملاك مجمع “الخبر”، وبالتالي الحفاظ على استقلاليتها وخطها الافتتاحي من ضغوطات سياسية، بغض النظر عن إعطاء المجمع دفعا ومتنفسا جديدا. كما سيحدد في المرحلة القادمة، استنادا إلى دراسة اقتصادية وتجارية مستفيضة، قيمة السهم الواحد وكل التفاصيل التقنية المتعلقة بالعملية. وتعليقا على القرار، أوضح المحامي أمين سيدهم، أحد المتأسسين في قضية “الخبر”، أن “قرار ربراب طره أسهم في بورصة الجزائر، ينطوي على حكمة والغرض منه حماية مجمع “الخبر” والمكاسب المحققة من ورائه، وقانونيا إذا قام فعلا بهذه العملية ستصبح دعوى وزارة الاتصال ضده دون جدوى ولا معنى”. كيف ذلك؟ يجيب سيدهم: “الدعوى كانت ضد ربراب على أساس أنه يملك أغالبية الأسهم في مجمع “الخبر”، وبالتالي وضع الأسهم في بورصة الجزائر ينفي عنه “تهمة الاحتكار الذي استندت إليه الوزارة في دعواها، كما سيتيح القرار لمجمع “الخبر” الحفاظ على قوته”، مضيفا: “دفاع الوزارة طلب إدخال كل المساهمين في الخصام، فهل سيطلبون إدخال كل الجزائريين الذين يرغبون في شراء أسهم في مجمع “الخبر” في الخصام واستدعائهم لدى العدالة، على فرض أن عددهم سيكون مثلا مليون شخص”. ونفى مسؤول مجمع “سيفيتال”، إسعد ربراب، في حوار بث، أمس، على قناة “فرانس 24”، أي توجه للتأثير على العمل السياسي من خلال صفقة شراء جزء من أسهم مجمع “الخبر” من قبل “ناس برود” أحد فروع “سيفيتال”، ردا على ادعاءات البعض في الطبقة السياسية. وقال ربراب إن مجمع “سيفيتال” قرر طرح غالبية أسهم مجمع “الخبر”، بما في ذلك قناة “كاي بي سي”، في بورصة الجزائر، وتمكين كل المواطنين الجزائريين من الحصول على أسهم في المجمع. وشدد: “طموحي الوحيد هو المشاركة في التنمية الاقتصادية لوطني، وليس التأثير على التوجهات السياسية للبلاد، عبر الممارسة الإعلامية”. وذكر المتحدث بأنه، في سياق التأكيد على عدم وجود أي طموح سياسي، يمكن طرح أسهم الشركة “سياك” المالكة لجريدة “ليبرتي” هي الأخرى في البورصة، على الرغم من أنه أكد على أن صفقة شراء “ناس برود” لحصة من أسهم مجمع “الخبر” قانونية، من منطلق أنها غير مملوكة لنفس الشخص المعنوي. وفي رده على الاتهامات التي أطلقها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، نهاية الأسبوع الماضي، التي قال فيها إنه يسير حسب مخطط مدير المخابرات السابق محمد مدين (الجنرال توفيق) تحضيرا للرئاسيات 2019، ذكر ربراب بأن “كل هذا مغالطة كبيرة، ودون الخوض في هذا الأمر أكثر، أقول إن مصالح الاستخبارات التي كانت قوية منذ سنوات التسعينات وقفوا أمام تجسيد البعض من مشاريعي”، مضيفا: “لم يدعموني لا حاليا ولا في أي وقت مضى”. أما بخصوص تصريحات وزير الصناعة والمناجم، عبد السلام بوشوارب، فقد بررها ربراب بقوله: “ذلك لأننا نجحنا فيما فشلوا فيه وهو الاستثمار في المجال الاقتصادي”، وذكر بأن “هذا الأمر ليس له أي علاقة مع الممارسات السياسية، كما يروج له البعض، إذ أن هدفنا الوحيد هو المشاركة في التنمية الاقتصادية للجزائر، وخلق الثروة ومناصب العمل للشباب الجزائري، خاصة في الوقت الحالي حيث يعتبر تنويع الاقتصاد أبرز بدائل اقتصاد الريع في ظرف تعرف فيه أسعار المحروقات تراجعا كبيرا”. وقال إسعد ربراب إن الضغوطات التي تتعرض لها مشاريعه في الجزائر، يقف وراءها بعض المسؤولين، وذكر: “لا أعتقد أنه الرئيس، ولا أقول إنه شقيق الرئيس، ولكن ربما البعض ممن يحيطون به”، وذكر بأنها ليس المرة الأولى: “فقد تسبب هؤلاء في تجميد العديد من مشاريعي الصناعية قبل أكثر من 10 سنوات”. ورفض المسؤول الأول عن مجمع “سيفيتال”، في نفس السياق، الإجابة عن الأسئلة ذات الطابع السياسي، على غرار وجود قيادة في الجزائر، وأكد على أنه يتابع الوضع ككل الجزائريين، قبل أن يشدد على أنه “سيواصل المقاومة للبناء والاستثمار في الجزائر لأنه لا يملك وطنا آخر”. وقال إنه المسار الذي ضحى من أجله أخوه الأكبر خلال الثورة التحريرية.